ما أجمل الأنا لك يابغداد

ما أجمل الأنا لك يابغداد

الجمعة، 27 يونيو 2008

يااااااارب


يارب ساعدني على أن أقول كلمة الحق في وجه الأقوياء
وأن لا أقول الباطل لأكسب تصفيق الضعفاء

وأن أرى الناحية الأخرى من الصورة
ولاتتركني أتهم خصومي بأنهم خونة لأنهم اختلفوا معي في رأي

يارب اذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
وإذا أعطيتني قوة فلا تأخذ عقلي
وإذا اعطيتني نجاحا فلا تأخذ تواضعي
وإذا أعطيتني تواضعا فلا تأخذ اعتزازي بكرامتي

يارب علمني أن أحب الناس كما أحب نفسي
وعلمني أن أحاسب نفسي كما أحاسب الناس

وعلمني أن التسامح هو أكبر مراتب القوة
وأن حب الانتقام هو أول مظاهر الضعف

يارب لاتدعني أصاب بالغرور إذا نجحت
ولا باليأس إذا فشلت
بل ذكرني دائما أن الفشل هو التجارب التي تسبق النجاح

يارب إذا جردتني من المال فاترك لي الأمل
وإذا جردتني من النجاح فأترك لي قوة العناد حتى أتغلب على الفشل

وإذا جردتني من نعمة الصحة فأترك لي نعمة الإيمان

يارب إذا أسأت الى الناس فأعطني الشجاعة على الاعتذار
وإذا أساء لي الناس فأعطني شجاعة العفو

وإذا نسيتك يارب أرجو أن لاتنساني من عفوك وحلمك فأنت العظيم القهار القادر على كل شيء

الجمعة، 20 يونيو 2008

من قصص - ظعيرة اليقظة -




استحواذ

ابراهيم جادالله


لظهيرة جافة ، وفراغ الباص الضيق خانق ،والملامح متغضنة متألمة ، والمناديل بللها العرق ولوثها غبار يكمش الوجوه وتضيق منه الأنفاس ، والمقاعد الجلدية العالية الظهر حتى مؤخرة الرؤوس ساخنة تلهب الظهور وتجعل الجلسات عليها قلقة متوترة ، وضجيج المركبات وصياح البشر بالخارج يدوى فى الرؤوس ويعض فى تجاويف الآذان ، وعشر دقائق باقية عن منتصف النهار . موعد انطلاق الباص من محطته ، ولم نخرج من حالة الحصار الجهنمى تلك إلا قيلا عند صعود عجوز معتل الصحة ممصوص الوجه اللامع السواد ، شاربه الأبيض الكثيف المنزلق على جانبى فمه لا يستقيم مع عظام وجهه البارزة وطول قامته النحيلة كعود عباد شمس جاف ، وعروق يديه النافرة التى تقبض إحداها على وريقات بحجم كف صغيرة ، وبالأخرى مكبر صوت أزرق بفوهته المستديرة، مسح وجهه بطرف كم جلباب ناصع بياضه ، لا يشوبه غير عمامة خضراء باهتة، لا تستوى أبدا مع نسق هندامه، مسح فراغ الباص الذى فوق الرؤوس بعينين ضيقتي الحدقات متعبتين دامعتين ، ضغط بسبابته المصفرة الطرف لكثرة ماضمت على الأصبع الوسطى من سجائر على زر أسود بمكبر الصوت الذى رفعه ليصير مقاربا لفتحة فمه المجوف بلا أسنان ، وقال بصوت عليل نفذ صرصوريا من حلقه: - ؛؛ سبحوا الله ..؛؛ ، وابتلع ريقه ، وطلع ونزل الحجاب الحاجز فى صدره، وأعاد مسح وجهه اللامع السواد بطرف كم جلبابه الناصع البياض ، وكرر : - ؛؛ سبحوا الله ؛؛ ثم عدل من وقفته وسط صفى مقاعد الباص ، ورفع يده التى تقبض على وريقات بحجم كف صغيرة ، وتتابع صوته بطيئا ممطوطا كالناهض توا من نعاس طويل : _ ؛؛ تبرع يامسلم لبناء بيت من بيوت الله .. بيوت الله تناديك ياغافل . ربك يناديك يامسلم . بيوتى فى الأرض المساجد وزوارى عمارها ، تبرع يا مسلم ، من بنى لله مسجدا بنى الله له قصرا بجنته ..؛؛.
راح يكرر النداء وهو يخطو بتؤدة فى الممشى الضيق بين صفى المقاعد الجلدية . بينما البعض منشغل بالعبث فى تذكرته أو قراءة صحيفة يومية أو مسح عرق الرقبة والوجه والصدر ، وأخرون منهمكون فى أحاديث خاصة أو بدء تعارف جاء مصادفة، وإصرار شاب بلباس عسكرىجذب انتباه فتاة حلوة الملامح .تكسو طيبةأليفة ملامحها ، تضع كفيها الرقيقتين فوق رصة كتب جامعية على ركبتيها ، ولما أنهى العجوز قطع الممشى ، استدار وليصير مكبر الصوت فوق الرؤوس من المؤخرة ، ومازال نداؤه متواليا بطيئا ممدودا ، وكان قد صعد بتلك اللحظة أعرج فى منتصف الأربعين من عمره ، تنغرز بين شفتيه سيجارة تآكل نصفها ، أثار انتباه صفى المقاعد بصوته الخشن الحاد، على زند يده اليسرى ترقد رصات كبيرة من مجلات شهيرة ، وبأصبع يده اليمنى يقبض على البعض منها ، وراح . يسبقه عرجه ، ينحنى يمينا ويسارا بين المقاعد ويلقى على أفخاذ الجالسين بواحدة منها وهو يجعر : _
؛؛ إقرا الشبكة . إقرأ . طلاق يسرى من فادى الصفدى .. ماجدة الخطيب خارج السجن ..إقرأ السينما .. إقرأ السينما والناس ، خناقة لوسى وفيفى عبده ..عادل إمام مطلوب حيا أو ميتا ، عادل إمام فى السفارة الإسرائيلية ، ثلاثة أعداد بجنيه واحد . أرخص تسلية وفائدة يا أستاذ ، الموضة والطبخ والأزياء يا مدام .. ثلاثة أعداد بجنيه واحد
ولما اقترب من العجوز الذى لم يتوقف نداؤه بالمؤخرة رفع له نظرة من أسفل إلى أعلى . مشاغبة مستهترة ، وقال : _ ؛؛ وسع كده شوية لو سمحت خللينا نشوف أكل عيشنا ؛ ، بينما العجوز غير مبال بتحرشاته ، فتجاوزه الأعرج حتى مقدمة الباص ، وأراح ظهره على مسند مقعد السائق ، وصفق بيديه إثارة للانتباه ، وحاول جاهدا أن يرتفع صوته فوق صوت مكبر الصوت بيد العجوز الذى بالمؤخرة : _ ؛ إسمع ياسيد ، إسمع يا محترم .. لا هنقول تلاتة بجنيه ولا أربعة بجنيه .. خمس مجلات بجنيه .. متعة وثقافة وتسلية وأخبار نجوم وفضايح المشاهير ومعلومات للطالب وست البيت .. بلاش كده .. فضايح النجوم دى تساوى ملايين ..بينما تقطب جبين العجوز ، وسعل سعلات جافة، ونشط حنجرته ، وتزايدت سرعة دفقه لكلماته لمناهضة جعير الأعرج. ؛؛ تبرع يامسلم .. خمس أعداد بجنيه ..بيوت الله تناديك ..متعة وتسلية وأخبار النجوم ..تبراع يامسلم .. متعة..تبرع.. ببلاش ؛؛ ، وانشغل ركاب الباص جميعهم عن ضيق الظهيرة الجافة الخانقة وضجر الإنتظار ، وتمايلت الرؤوس للأمام والخلف بين العجوز والأعرج وتداخل الصوتين وارتفاع حمى الاستحواذ.
والأعرج يرمى بقية سيجارته بعصبية ويدهسها بحذائه وقد تنمرت نظراته واحتكت أضراسه بشراسة تنبىء عن غضبات قادمة ، والعجوز يعلو ويهبط صدره ، شاحذا كل ما تبقى من عافية فى صوته فامتلأفراغ الباص من الأمام والخلف بالضجيج والغيظ والحنق والألم المكبوت الذى أفصح عن نفسه فى تحدى جلى وضوضاء الشارع والمركبات والبشروالشمس التى تلهب الأسفلت وتنفذ حرقتهامن نوافذ الباص ومن أسفله ومن سقفه وكآبة الانتظار ومكبرالصوت بيد العجوز الذى يدق رأس الأعرج فيدميه حين كان يأتى على ما تبقى من ثوب العجوز الناصع البياض ، بينما شاب بلباس عسكرى ما يزال مستغرقا فى محاولات لفت انتباه الفتاة الرائعة الملامح حين كان يأتى على ما تبقى من ثوب العجوز الناصع البياض ، بينما شاب بلباس عسكرى ما يزال مستغرقا فى محاولات لفت انتباه الفتاة الرائعة الملامح إليه ، والتى يكسو وجهها ألفة وطيبة ، وبينما مكبر صوت بالخارج وداخل محطة الباصات يعلن الآن موعد إقلاع الباص المتجه من القاهرة إلى المنصورة. موعد الثانية ظهرا.

حين تكون الكتابة انقلابا واعتراضا وحربا ( فصل من كنابى القادم / الإبحار فى ذاكرة الكتابة )



كلمات كلمات كلمات
حين تكون الكتابة انقلابا واعتراضا وحربا
ابراهيم جادالله



كنت قد احتفيت كغيرى من أصدقاء وعشاق الشاعر العربى الكبير – أنسى الحاج _ بصحيفة القاهرة يوم 18 مارس 2003 بصدور الطبعة الثالثة وربما الأخيرة من ديوانه الاول ( لن ) ، وقلت : ( فى ربيع العام 1969 أصدر أنسى الحاج ديوانه الأول ( لن ) عندما كان يمكن ذلك الرفض . ) .
وأنسى الحاج . لم يكن قد انقضى أربع سنوات على صدور (لن ) فى طبعته المذكورة ، حتى باشر كتابة ( كلمات كلمات كلمات ) ، و(لن ) حدث فريد فى الكتابة الشعرية العربية ، بل هو أحد كتب قليلة لا تمكن رؤية الثقافة العربية المعاصرة بدون العودة لها . ف (لن ) ذهب بالشعر العربى الى مواضع لا يزال يراوح فيها الى الآن و (لن ) بيان شعرى أنجب فيما بعد سلالة . هى سلالة الأقلويين المنشقين فى الشعر .
لم يكن الشعر بالنسبة لأنسى الحاج ، ولا الكتابة فى جملتها أدبا ، كانت انقلابا ، اعتراضا ، حربا ، لأنها أنها كانت شيئا يشبه الفعل ، وإن حمل كتابه عنوان ( كلمات كلمات كلمات ) هٌزء هاملت من الكتابة والكتب وزرايته لهما ، وإحساسه بلا جدواهما ، كانت كتابات أنسى مسكونة بالشعور بباطلها وهشاشتها . ولأنها كانت كذلك حتى فى ذلك الحين الذى كثر فيه الأنبياء المدججون بشعرهم وكلماتهم ، المسحورون بقوتهم وسلطانهم ، المباهون بعجائبهم وخوارقهم ، لأنها كانت منذ البداية طالعة من يأس جوهرى ، ومن خيبة كيانية ، لأن ضعفها ولا جدواها كانا فى أصل وجودها ، ذهبت الى أكثر ما يمكن من الوضوح ، الى أكثر ما يمكن من الحدة والقطع ، الى أكثر ما يمكن من الضجيج ، كأنها تستمد من يأسها وضعفها وانكسارها المحتوم عنادها وانتحاريتها وصراخها .
كتب أنسى الحاج ( كلمات كلمات كلمات ) فى زمن الأحلام الكبيرة التى نمت نموا خرافيا ، فى تلك الآونة التى سبقت الانفجار والسقوط . كان الليراليون قد أيقنوا أن لبنان على خطوة من الدولة الحديثة ، والمجتمع الحديث ، وكان اليساريون يظنون أنه على خطوة من الثورة ، هى خطوة واحدة ، كان الجميع ينتظرون ما بعدها ، وقد مشاها لبنان ، ولكن الى نهاية المجتمع والدولة ، والى اختناق الثورة
اما الذين يعرفون لبنان من الداخل ، فقد كانوا يكتفون بالإقامة فى هذا الداخل المعمّى ، تسترهم قواعده وتقاليده التى يعرفونها بقوة العادة والتوارث والخبرة الدهرية ، ويحدسونها بما يشبه الغريزة ، أكثر مما يسبرونها ويعرفون غورها ويتعقلونها . هؤلاء كانوا الكثرة الكاثرة ، لكنهم لم يكونوا بحاجة الى لسان ، كانوا يؤثرون الفعل المباشر الصامت على التصريح الطنان . لم يكن هؤلاء حالمين ، وليس بينهم وبين الحالمين آصرة أو قربى . فلهم كلام وسجال آخر
يسال أنسى الحاج فى تقديمه للكتاب : اذا كان العنف الدموى خرج من العنف الأدبى ، العنف الكتابى ، وهو يكشح عنه هذه الفكرة ، ويخصص جانبا كبيرا من المقدمة لذلك (( أبرّىء تبرئة تامة ، لا الآن بل من قبل ومن بعد ، ثورية الكتابة من دم الثورات )) رغم ذلك ، لأننا نشعر أن أنسى ونحن معه لايستريح ولا نستريح . لا نصدق أن كل هذا الدم خرج من أوراق أنسي وكلماته ’ ولا نشك لحظة فى أن التدمير الذى هلل له أنسى لا يمت الى الخراب الفظيع الذى قد كان آل اليه لبنان ’ بل نعرف ان أنسى فى _ كلمات كلمات كلمات ) كان يريد أن يذبح ويدمر ويقتل بلا دم ’ فدم الأحلام يبقى فى الأحلام ، بل يطهر من شهوة الدم ، لكننا مع ذلك نرتجف ، وما زلنا ، ونحن نقرأ : ( نحن الذين أتاحوا لهم أن يحكموا لبنان ونحن الذين سيذبحونهم ) . نرتجف لأننا نعرف أن آخرين كانوا يومها يسنون السكين , وكانوا يبحثون عن دم حقيقى . نرتجف لأننا نشترك مع أنسى فى قلق أن تكون أحلامنا تركت دما حقيقيا ، وهاهى والعياذ بالله قد فعلت .
( كلمات كلمات كلمات ) قرأناها من قبل بردود متضاربة ، كنا نحسب أنها ثورة من فوق ، ونخشى منها على( ثورتنا ).التى نصنعها فى السر وتحت الأرض ، كنا نظن أن فى هذا العنف الكلامى تطهير من العنف ، ، بينما نحرص نحن على تخزين العنف وتأسيسه وتنظيمه .
نقرأ ( كلمات كلمات كلمات ) اليوم كوثيقة ، كسجل أحلام كبيرة سجل حياة تتفتت من الأسفل الى الأعلى . لكن يراودنى خاطر فى أن كلام انسى الحاج فى ( كلمات كلمات كلمات ) اذا أُخرج من عنفه اللفظى قليلا بدا ممكنا آنذاك ، وهذا الإمكان وحده يثير حسرتى وحسرتنا جميعا ، فنحن لا نبتعد عن كلام أنسى ، بل نبتعد عن المطارح التى خرج منها هذا الكلام ، وبدا حقيقيا بالنسبة لها . الآن لم يعد المكان نفسه حقيقيا ، اننا نحاول أن نجده ثانية فى الكلام ، أن نبحث عنه فى الكلام . ان لمّ هذا الشتات فى ثلاثة مجلدات جميلة ، يشعرنا بأن شتاتنا المبعثر فى كل ناحية آن له أن يلتئم قليلا ، وان لنا أن نتكلم ثانية من مكان وشعب ومسار .

الكتاب/ كلمات كلمات كلمات
الكاتب/ أنسى الحاج
الناشر / دار النهار بيروت
سنة النشر1998

الثلاثاء، 10 يونيو 2008

صديقتى الرائعة ابتسام أنطون عادت محملة برائحة أمل مرقص




ليلة فلسطين في عمان


ضيوفها


أمل مرقس

و زاهي وهبي

وتمام الأكحل



إبتسام أنطون





ترنمنا الفنانة القديرة أمل مرقس أوجا بصوتها الترابي الكوكبي ..
تغنينا بألق صوتا وحضورا في أمسية زخمة تجمعها والإعلامي الشاعر الجميل زاهي وهبي والفنانة الرائدة القديرة تمام الأكحل-شموط .
بدعوة من مؤسسة فلسطين الدولية أحيت الفنانة أمل مرقس حفلها الموسيقي الشامل أغانيها الخاصة من الألبوم الأول "أمل " الى الثاني "شوق" الى الثالث "نعنع يا نعنع".شاركها الموسيقي والملحن الفنان نسيم دكور عازفا على العود والكمان والفنان مهران مرعب عازفا على القانون بتوزيعات جديدة.
وكل ذلك ليلة 13.6.2008 في قاعة فندق فور سيسونز –عمان .
إستهل الإفتتاح بكلمة ترحبية الرئيس التنفيذي لمؤسسة فلسطين الدولية د.اسعد عبد الرحمن..كما يشاركه الكلمات ممثلي هيئات ثقافية مختلفة ..وكتقليد سنوي من أجل إبراز مواهب فلسطينية صغيرة تغني الطفلة ندين برفقة والدها الموسيقي الفلسطيني د.أيمن تيسير .
الجدير بالذكر ان الشاعر محمود درويش وعازف العود العراقي نصير شما قد أفتتحا هذه الأمسيات قبل عامين ..وفي العام الماضي كان ضيف الأمسية الشاعر سميح القاسم والفنان مروان عبادو.
وتحظى ليلة فلسطين هذا العام بصوت القديرة أمل مرقس الني تحملنا أغنية مثقفة , والشاعر الجميل والإعلامي المتميز زاهي وهبي والفنانة التشكيلية تمام الأكحل بعرض فني حول الزي الفلسطيني بمراحله ويحمل هذا العرض عنوان ليالي كنعانية.
ويذكر ايضا ان الحضور من هيئات ثقافية وفنية كذلك موسيقين وفنانين من عمان وفلسطين والوطن العربي .
الجدير بالذكر هو ما تحمله أمل لعمان من إشباع روحي تركته عين التينة –الجولان في قلب أمل عندما أحييت حفلها الأخير هناك يوم الخميس الماضي والذي تميز بعطش الناس للأغنية الفلوكلورية من ألبوم أمل " نعنع يا نعنع "
كما لفيروزيات أمل وأقصد التسمية "فيروزيات أمل " لكونها مسكونة بفيروز , وفيروز تسكن
الناس بصوت أمل كما هي أمل بأغانيها الخاصة .
لسماع أغني الفنانة أمل مرقس لكم هذه الوصلات
http://www.6rbtop.com/artist.php?artist_id=466
http://www.horria.org/songs.htm

الجمعة، 6 يونيو 2008

نوروزنامة مرثية الورود المقتطعة بحروف روح فدوى الكيلانى لها العبير كله





نوروز نامة:



فدوى كيلاني







منذ اربعين بكاء
وانا قد تركت هذه القصيدة
على رفوف الروح
دون ان امسسها
لأنها لن تفيكم



إلى كرم وأخوته الشهداء والجرحى في تلك الليلة


هاهي حمائمك ثانية
ترسم دائرتها
تأتيك برسالة أخرى:

آه
ماذا في بيت أمي
ماذا في حبر القلم

لا وقت للرقص إذاً
لا وقت للأغنية إذاً
ثمة فراخ جديدة
يطارد رائحتها الأفعوان
ثمة جرح
فاغر فاه.....!
....................
قامشلو بعيدة
من سيقرأ الليلة القصيدة عن الشاعر
......................
حمائمك تلحّ عليك
ترفرف في القاعة
أي أنين تسمعين
من هناك.......؟
.........
لابد من أن أدع الأغنية
في المنتصف
وأرسم
بعض هذا الحزن الكردي
بعض قبلاتي
المنكسرة
في المرآة......!
.............


حمائمك تواصل عناق المكان
تترك رياشها
على شكل أسماء جديدة:
أواه
كيف لي ألا أسترسل في عويل جديد
.....


باسم الخريطة يا امرأة
لا ترسلي الضفائر بعيداً

وهلمي ....الآن.....
لنستمع لعاشقين
تركوا صدى غنائهم
يتصادى.......
.................................
كان الصباح أبعد عني
وأنا أتتبع الأخبار
من مظان النهر
دون جدوى
...............
من سيعاقر اللحظة
طائري جريح
وأنا بعيدة.....

..............
كان

لا أحد يجلس إلي
غرفتي خاوية
ورنين الجرح

لا يهدأ.......

................
ها هو طفلي الصغير
يبكي ندماء الليلة
وهي تلفه
كي يحث الخطا
يباغت صمت الرجال
يهدهدالريح في تؤدة

ثم يقودها
إلى شرفة الوقت
يورق ألف سؤال
ألف صلاة
ألف قبلة
.......كي
يغدو السحاب بين يديه


جبلاً عالياً
عالياً

...........
امطري ..... امطري
تقول الدماء
لكل الزوايا لنا عودة
احك يا شارع الدم
كيف طافت بك النوارس
فتحت نافذة نبضها
مسحت ارتعاش الروح
عن خد التوهج
ألف درب كي نعبر

هكذا
نردد
في المفترق
قبل كل شيء....!

...............................

ثمة عاشقة هنا
لا تنام
تسترجع
الرؤى
تفتح باب الوقت

كي ترتمي

متهالكة
على حافة الليل الرطب
هناك
تسقط الخوف
من جيب التقويم

تنادي:

ألا تعال ثانية يا طائري
ثمة مئذنة عالية
سادلك عليها

كي أكون هناك.....
..................................
هوذاالورد يعانق خد هذا التراب

كي يعود النرجس إلى دفاتري
و يهجع الفارس الملثم
ليمتطي صهوة الحكاية
يناغي الرّيح
حين يستيقظ
...........................

الخريطة جميلة
الخريطة واسعة
ها أنت لم تنتهي منها بعد

ها أنت ستقولين

كل شيء

الثلاثاء، 3 يونيو 2008

من الأجنحة الورقية - كتاب الصديقة عزة دياب - القصصى الأخير

فاقد الحبل
عزة دياب

يتعلق بالحبال ،يقفز فى الهواء بحركة لا يجرؤ على الإتيان بها قرد نشأ بين أفرع الأشجار ، يتشبث بطرف الحبل بيديه أو قدميه ، الحبل بالنسبة له نقطة التقاء وانطلاق، بدون تلك النقطة ما عساه المصير.
يستغرق فى النوم ، يواتيه حلم ،تضيع فيه المشاهد ، تتركز الأضواء على بحثه عن الحبل ، لقطة فى الحقيقة
لا تستمر لحظة ، لكن الحلم يجعلها دهراً .
أبحث عن حبلى ، أرتمى على الحبال من حولى ،فلا أصل إليها وهى الأخرى لا تسعى إلى ، تمتد اللحظة ، يجف حلقى ، يتصبب العرق من يدى .
قلبى يرتجف ، يرهف الإحساس فى كل حواسى ، أيتها الروح لا تخرجى ، ما أجمل الحياة !!
كم سمعت فى الحكايات القديمة عن البساط السحرى ، أين هو منى الآن ؟ !تقفز لمخيلتى صورة التقطت على سطح القمر ، رواد الفضاء يسبحون فى فضائه ، ليت جاذبية الأرض تقل الآن !!
لاتحتضنينى أيتها الأرض ، أنا لا أوافق على هذا الاحتضان .
بماذا سيفيدك عجزى أو موتى ؟ أما كفاك من احتضنتِ قبلى !
علىّ أن أختار العجز أم الموت ، الاختيار ليس بيدى .
أرتميت على شبكة تهتز بى كأرجوحة ، التفت حولى وجوه زملائى وبعض المتفرجين ، الفزع يرتسم على الملامح ، الشفقة . انتظار المصير المماثل لزملاء الحبل ، لم ألمح التشفى ، لله الحمد .
قرأت على صفحات الوجوه ، أنهم شعروا بما أحسست لحظة فقد الحبل ، كأنهم جميعاً فقدوا الحبل .
الغيبوبة لا تأتى هى الأخرى أصبحت أمنية عنيدة .
نظرت من رقدتى على الشبكة ، أعاتب الحبال ،هنت عليكم ، نسيتم أصابعى ، لم تهتزوا لسقوطى .
يستيقظ من نومه ، يهز الفراش على أنه الشبكة ، يحمد الله أنه حلم .
يدخل السيرك ، أول ما يفعل يتمم على الحبال ، يلقى نظرة على الشبكة .
(احتضنينى برفق . . . برفق ) .