ما أجمل الأنا لك يابغداد

ما أجمل الأنا لك يابغداد

السبت، 26 يوليو 2008

ماجد ينام باكرا أم يرحل باكرا ؟





ماجد ينام باكراً؟أم يرحل باكرا؟



ماذا فى قصة ( المعطوب ) لابراهيم جادالله؟



صورة من أرشيفى لماجد
قبل مرضه بسنوات
فى عربة قطار وحيدا
رنا شلهوب بيروت*



في كومة النعاس الذي يلف جداول الصحو وسبق الرؤيا
ووسط ضجيج المسافات ووهج الانتظار وصراخ لوجع ولادة حياة جديدة ، ليست كنسق تضاريس الروح .
يجيء الكاتب صديق العمر الطويل والألم الأطول ابراهيم جادالله من مصر متأبطاً دموع الحب والموت والرحيل السرى المتسرب فى الروح ،/ و الذي تربص بالجميل الوهاج ( ماجد / إبنه ) وأسره على غفلة من الحب والحنين والعناق والقبل.
ماجد الذي مرض منذ وقت.. فلذة من قمر، من شمس وحكاية، روح طيف أجنحته تطاولت الى (الفوق) حيث المدى سر الأوان والكون
متسع المرايا
ذاكرة وجد وشم على مسام الجسد.
ماجد الذى ينام باكراًفى قصة ( المعطوب) المنشورة بالصفحة الأد بية الشهيرة بصحيفة الأهرام القاهرية يوم الجمعة ثانى أيام عيد الفطر 11من ذى الحجة من العام 1425 الموافق21من كانون الثانى من العام 2005 ، هى مرثية الأب المكلوم لماجد المغادردوما.
الشاب اليانع الذي هوفي أعتاب الحقبة الثالثة من عمره، خرج قليلاً قبل مغيب الحقبة الأولى من زمن حضوره الدنيوى الشائك ، حيث كانت خارطة العرب مكانا يعج بالكثير من اصدقاء أبيه.. أراد ماجد أن يسلى أباه بالمدينة الفاضلة التي عاندها.
ترك وراءه كل ما طاولت أصابعه ، وهوى في طريق يحفظها كما ملامحه،لكنها خانته... تركته جسداً ممدداً في حطام المفاجأة التى أتته على طريق المرض المزمن فى المخ 0( المعطوب) هذه المرثية التي تؤبِّن الحلم و البراءة، والشرايين، والمولودة الجميلة الرابضة هناك على تخوم وجع الولادة لزمن يصيبه العطب ، أوهكذا تأمل الزوجة المخدوعة فى صبرها، تحتضن ماجد والحنين.
قصة هي المآب وتربتها عجين الوجود وجذر الحياة.
هي مرثية الأيام التي تختار فواجعها على غفلة دون إنذار او مساءلة، حملت الحكمة والسفر، خلعت جلدها المسفوك دمعاً والمسفوح بالوهن، وإرتدت اثواب الوهم في العمر وفي المسافة في المتاهة وفي الموت، في السلامة في سكون الليل الذي يلملم عن سغب الأنامل الحان الشجن. هي مرثية الهزيمة التي هى آخر نوافذ الرحيل ولا لقاء بعده.
مرثية الوقت الذي لا وقت لديه لينتظر أو ليعد بحلم آخر.
ماجدينام باكرا ًفى حكاية الذى سيعود حتما في الذاكرة وفى الوطن المطعون بسيوف ابنائه ، المعطوب هو الأخر ، أو كانه هو، والشمس التي ترنو من قرنة الكون الى كون تنسرح كينونته في مسارب السماء ومخارج الارض،0
( المعطوب ) كلمات من رماد ومن صباح وعصافير وشظايا وتجاعيد وأزقة. قيامة عدمية لوهم اليأس وولادة الحنين القاسى كالطوفان ، إعتراف سرابي ستارته رغبات مقموعة على شرفة الذات،حقائب رحيل الى اللاأمكنة، ومدن ورقية تنهار عند أول قبلة، إحتراق شجر في غابات البراكين، وصايا طفولة تنداح في أزقة العمر والايام في الروح في الوداع حيث يقول:
ما قال لك الأطباء أن لا أمل في شفاء وحيدك الذكر ، لأن نوباته من نوع عصي علي الدواء ، وأن تكرارها يجهز علي خلايا مخه واحدة إثر الأخرى ، وأن يوماً لن يطول مجيئه ، سيخرج فيه هذا المسكين من دنياكم كما دخلها .. من يومها ولم يهنأ وحيدك بطفولة كأقرانه ، لم ينعم بلذة استمتاع بحياة مثل من تتابعينهم يروحون ويجيئون ، أسلمت الأمر لله راضية ، وبإرادة صلبة يتفتَّت لها نسيج روحك في صمت ، راودتك نفسك الأمارة بكل طيب ، وبعد إنجاب بنتين خلفه ، أن تحملي في أحشائك ولرابع مرة ، علَّ وعسي أن تأتي بطنك بذكر ، يكون عوضا عنه وسندا لأخيه في شدائد العمر الآتي وحوالك الأيام ، وبرغم ميْلك الفطري لما طرحته بطنك من إناث ، وحين اقترب موعد وضع ما تحملين . كنت تستيقظين مبكرة من نوم ليلى متقطع ، تصعدين سلالم الدار ، تسبقك بطنك المتكورة علي حلم ووجع لذيذ ، وتهبطين ، ثم تعيدين الصعود ، وما تقلعين عن تلك العادة التي أوصتك بها جدتك لأمك إلا بعد أن يهدَّك التعب ، فتنامين ، وبأية ساعة يأتيك سلطانه .)
(، وما بين سكون مخادع لهذا الجسد وانتفاضاته ، تعود إليه نوبات من غيبوبة ساكنة ، لتذبل فيه الحياة ، فيروح الرأس ومعه الجسد في نوم عميق ثقيل ، فلا تري في هذا الكيان البشري المشع الملامح منذ مولده قبل أكثر من عشرين سنة سوى صوت أنفاسه . منتظمة ، هادئة ، حفية بأن تكون لشاب ، معافا لم يصبه ضرر ، وتخرج زفراته من فتحتي منخاره وقد تخلصتا – في تكرار النوبات – من كل ما كان يملأهما ويسدهما من مخاط ، وتظل إحدى لوازم هذا الجسد . في يقظته أو في نومه وهو راقد علي جنبه الأيمن دائما )
(وعندما عادت بها جدتك إليك مصحوبة بغبطة أختيها ، كنت ما زلتِ مستلقية وقد أغمضت عينيك ، تعضِّين بشفتيك في نوبات الطلق الأخيرة المخرجة للمشيمة ، وبرغم منك همست أن تناولك إياها ، لتضعيها عارية علي ثديك الدافئ ، وتغمضين جفنيك علي حُسنها ، وحٌزن النظرات الطالعة من الراقد بالسرير المجاور ، وفي حبتى عينيه تلمع بسمة شفيفة 0) .
يبقى ماجد ، هو جسد الأرض و ترابها و أشجارها ونباتها و دفئها وبردها، كل الأشياء الموروثة منذ زمن الولادة الاولى. والنطفة الاولى ، الصرخة، الضوء الذي شع في مرايا الكون، فكان الوجود والعدم وكانت رحلة الحياة على كف كرة تدور وتدور خارج العناق والولادة.، وخارج الحلم العصى.
إنه الحزن الذي لا يقدر المطر على محو آثاره ولا مستحضرات التجميل الغالية. يا للحزن الذي يترك آثاره على شرايين القلب. فتخفق منتفضة كالمضخة المنهكة ويهدأ حينها نبض الحياة. والوسادات مبللة بدموع كلمات ابراهيم جادالله الصامتة ، مرتين ، مرة أولى منذ أن ترك دنيا العرب الفلسطينى العاشق ماجد أبو شرار ، وكان ابراهيم قد واعده : أن يسمى إبنا له مايزال فى رحم المجهول بإسمه محبة وعناق نضال ، وقد كان ، ومرة حين أخبره ( ستيفن كير ) الطبيب الألمانى فى فرانكفورت : أن لا أمل فى شفاء وحيده ، ولو بعد حين ، هكذا يشعر ابراهيم بضياع ماجد ، وبنومه باكرا ، مرتين ، وهل يحتمل القلب – وإن كبر – كل هذا الألم مرتين ؟
ابراهيم جادالله، يمتطي لغته كما يمتطي حقيقة الأشياء.
يفلسفها على مدى التنفس والشهقة، هي لغة التشظي والبراكين والحرائق والآلام والوطن وطقوس الولادات، يجيء، الينا كاتب الأمكنة الحبيبة والدمعة الحبيسة والعصافير المهاجرة الى اكوان بعيدة، الى اللاأزمنة حيث شعلة الضوء فراش الدفء. والسماء قبة الصلاة.
ينام ماجد ابن ابراهيم جادالله فى قصته ( المعطوب )على خاصرة القرية ميمماً نظره باتجاه الإبتهال والنور، اصرار على استحضار الدموع والوجع.
دموعنا ووجعنا على ولد فقدناه منذ اعوام فى جبة مرض لعين ، ووالد فقد حشاشة الروح. الألم صعب وجميل ، فهو يحملنا الى عوالم نتلمس فيها مآبنا وبيوتنا المنتظرة على كتف التراب مروراً ببرزخ الحد الفاصل بين الارضي والسماوي وصولاً الى الابدية الساكنة عروج الروح الى الروح.المعطوب رسمت دخان إنفعالاتنا، لأنها الذات التى قالت للكلمة ان ترسم لهاث المطر. الكون يزلزل أبجدية الكلام...لا كلام بعد الآن في حضرةالمعطوب0
ملك،أقوى ، وحق لإبراهيم جادالله ان يكتبه
وحق له ان يرتاح بين حروفه.
حروفه الناطقة فى غيركلمات، غير نطفة حياة أرسلها لى عبر البريد:

لماجدالمرتقى فى الوجع المباغت **


لكً السمواتٌ كلها
ولى أرضُُ واحدة بعيدة
***
لكً الغيماتٌ كلها
ولى قطرة باردة عنيدة
لكً الأهازيجٌ أثيرة
ولى غنوةٌ بائسةٌ شريدة
لكً غيماتُ من الندى
ترسل فيضا فى قلبكً المدمًّـى
من ضوء وجه حوريةِِيباغت العاشقين
ينفذ من بؤبؤ الروح
يفكٌّ طلسم الوجع/ الفرح/ البلاد المسافرة

***
فيكَ يعلن الحداد على
حزنِ / أرقِ / كتابِ / وسادةِ / روحِ ميِّتة
باولا / ماجد أبو شرار / يمنى / كافكا / لوركا/ رامبو
يشق لكً من عٌريِه
قميصا/ صحيفة / حرفا تخثّر فى مؤخِّرته النداء المبهم
السؤال الملهم المرتجفُ
ويعوى فى وجه سكونِك :
أن هذى روحٌ شقٌّها الألقُ
لبلادِ لم تبتهج لكً يوما
وشقِّ لمقبرة تفتح جناحيها لعائديمارس اتِّزانه اليومى
ابتلع الأحقاف
فكان عبورُ الندى مكابِرا
*******************
فى بيروت *
كان الوجع ممزوجا بالفرح ونحن ثلة من أصدقاء لك نعانق حروف المعطوب وحروفك
==
لماجدالمرتقى فى الوجع**
مدخل قصيدة نثرية طويلة للصديق ابراهيم جادالله

الثلاثاء، 22 يوليو 2008

صهريج السواقى بمدينة مكناس

صهريج السواقى بمكناس المغربية
**
المياه الساكنة
والسواقى الرابضة هناك
وأنا عندأسوارك أنشد الروح البهية
وأطالع صورتك يامدينتى الأثيرة فى مرآة روحى
مكناس
كم أحبك

الخميس، 10 يوليو 2008

الهوس المجنون للعدوان

كيف يتحول الهوس المجنون للعدوان إلى عقيدة مقدسة

ابراهيم جادالله




إن كل متتبع ومتابع لوسائل الدعاية والإعلام يلاحظ الكم الهائل من الأخبار التي تحاصر المرء بسيل من "المعلومات" ذات الصلة بالأعمال "الإرهابية". وأصبحت كلمة الإرهاب عادية الاستعمال شأن الكثير من كلمات الدعاية والإعلان. بل أنها تحولت إلى "الكلمة الحلوة" التي أخذت تزيح كلمات الثورة والانتفاضة والحرية التي كانت تطرب لها الآذان قبل عقود. وهو أمر يشير إلى تغير عاصف في المزاج الإعلامي من جهة، والى بروز ظاهرة مثيرة تجمع بقدر واحد العقل والجنون فى وعاء واحد من جهة أخرى.
فالإرهاب المعاصر يتحصن برؤية "عقلية" لا عقلانية فيها، تقوم أبنيتها شأن الكثير من النزعات العصابية، على يقين جازم بتمثل الحق والحقيقة. وهو الأمر الذي يجعل منها قوة شأن كل تيار جارف وسيل مخرب برغم ما فيه من مياه هي مصدر الحياة! وهي المفارقة التي تطبع في الواقع مضمون الحركات الراديكالية جميعا على امتداد التاريخ البشري.
فالعمليات الإرهابية المعاصرة التي تقدم أرواح "الشهداء" المعجون بدم الأبرياء (كما يجري في العراق على سبيل المثال)وأفغانستان قبلها ، وحاليا باكستان هي الصيغة الجلية لبلوغ العقل الماكر "تكنولوجيا" الخداع الأصولي. والقضية هنا ليست فقط في أن الأصولية بحد ذاتها وهم متكامل في منظومة العقائد العملية للراديكاليات الإسلامية المعاصرة، بل لرذيلتها السياسية القائمة في تحويل الهوس المجنون للعدوان إلى "عقيدة مقدسة". أنها تحول ما يسمى بتجاوز عقدة الخوف وغريزة البقاء وما شابه ذلك من تأويلات إلى"دليل" على ارتقاء "المقاومة" و"التحدي" إلى مصاف النموذج الأمثل للإرادة الإنسانية. هذا ما لاحظته من خلال تحليل نماذج كثيرة كنت أقترب منها بالحوار عبر الإنترنت ، وأنا بصدد كتابة روايتى المشتركة عن فعل المقاومة العراقية للإحتلال الأمريكى أنا وزميلتى العراقية كلشان البياتى، وهي تأويلات تتطابق من حيث مضمونها الفعلي مع واقع الاستخفاف بالعقل وبمعنى الشهادة والتضحية والإرادة الإنسانية.
وقد لا حظت بكثير من يقين أن القضية لا تقوم فقط على أن الإرهاب الأصولي يدفع فكرة التضحية والشهادة إلى الأمام ويجعل منها مضمون العقيدة المقدسة، بل لما فيه من استغلال بشع لرهينة الفتوة. وفي هذا يكمن سر "العقل المدبر" لجنون المآرب السياسية.
إذ أننا لا نرى ولا نسمع ولا نشهد زعيما سياسيا لحركة إسلامية تدعم العمليات الانتحارية قد اقدم على واحدة منها! أن ذلك لا يتضمن دعوة للقيام بهذا النوع من الأعمال، وذلك لانعدام قوة الدليل المنطقي فيها بحد ذاته، إلا انه مؤشر على فاعلية العقل الماكر في استهواء الروح الكفاحية والرومانسية العكرة في فتوة الشباب، أي كل ما يصنع ثقافة الموت الأصولية التي لا تعني الحياة بالنسبة لها اكثر من هبة قيمتها تكمن في التبرع بها "لرب الأرباب"! وهو تبرع يتنافى مع فكرة الخلق الإلهي والرعاية الربانية والرحمة الإلهية وفكرة المعاد والوعد والوعيد. باختصار أنها تتناقض مع مضمون الفكرة الإسلامية عن معنى الحياة وإشكالية الموت. لكن حالما تصبح الدعاية الأصولية ناطقة باسم "الحق المقدس" فان الله والقرآن والسّنة يتحولون إلى ألسن مهمتها البوح بالتأييد التام واليقين الجازم بصحة ما يجري!
إن انحدار الرؤية الأصولية صوب التطويع التام والشامل للمقدس هو عين الجنون السياسي الذي لا يمكنه تجاوز عقبة إلا ويصنع ما هو اشد منها. وهي عملية نتيجتها النهائية الاندثار الحتمي بعد أن تكون قد أرهقت المجتمع والدولة والفكر بتضحيات لا معنى لها. بعبارة أخرى، إن مفارقة الإرهاب الأصولي تكمن في تأسيسها فكرة الشهادة والتضحية التي لا تتعدى في الواقع سوى إعادة إنتاج القتل والتدمير والتخريب، بمعنى إفقاد العقل من كل أبعاده العقلانية عبر تحويله إلى إيمان متعصب عصابي عدائي. وهي النتيجة التي يؤدي إليها التطرف والغلو، كما انها النهاية الحتمية للحركات الراديكالية المتطرفة.
1. فمن حيث هو ظاهرة اجتماعية سياسية وأيديولوجية، يرتبط الإرهاب الأصولي ارتباطا عضويا بنفسية وذهنية التطرف والغلوّ. وهو ارتباط له نماذجه التاريخية العريقة والعديدة. إلا أن خصوصيته تقوم في كونه الرد الضيق على ضيق الأصولية السائدة أو "أصولية" الأنظمة الاستبدادية. وبهذا المعنى فان لكل أمة وثقافة في مرحلة من مراحلها مستويات ونماذج من التطرف والغلو، ومن ثم نماذج ومستويات من "الإرهاب الأصولي" المناسبة لهما. ذلك يعني أن "للإرهاب الأصولي" مظاهر على مستوى الدولة، وأحيانا على مستوى الأمم وأحيانا على مستوى الأحزاب والحركات والأفراد.
2. وبغض النظر عن تباينها الشكلي فان ما يجمعها هو جنون الإرهاب. بمعنى فقدان الأوزان الداخلية الصانعة فكرة الاعتدال وضرورته المادية والمعنوية للفرد والجماعة والأمة والدولة والثقافة. وليس مصادفة أن تنغلق الحركات الإرهابية مع مرور الزمن على نفسها وتتقوقع في هيئة كيانات مريضة أسلوبها الوحيد للاستمرار هو الاندثار أو الذوبان في أمراض معدية جديدة. من هنا طابعها الضيق وانغلاقها التاريخي وعجزها عن تقديم بدائل إيجابية. وليس مصادفة أيضا أن تجري إدانتها التاريخية والسياسية والفكرية والأخلاقية والقانونية. إلا أن قدرتها الحالية على البقاء ضمن "حضيرة الاسلام"، بل التأييد الهائل لها من جانب "الشارع المسلم" والمؤسسات السلفية هو النتاج الملازم لفقدان الاعتدال العقلاني في العالم العربي على مستوى الدولة والمجتمع والثقافة. وبالتالي انحطاط الدين أيضا بوصفه القوة الجارفة في تيار الأصولية المعاصرة وإرهابها المنظم!
3. لقد شكلت الرؤية الإسلامية في مراحل ازدهار الحضارة الإسلامية وسطا طاردا للغلو والتطرف. من هنا سيادة فكرة الوسط والاعتدال التي ارتقت إلى مصاف العقيدة الكبرى والجوهرية للإسلام بحيث جعلت من "الأمة الوسط": نموذجها الأفضل في الوجود. وفيها كانت تتجلى عقلانية الثقافة الإسلامية في موقفها من التطرف والغلو. وهي عقلانية وجدت انعكاسها المتنوع والمتباين في مختلف الفرق الكلامية والمدارس الفلسفية والاجتهادات الفقهية والسياسية. وهي اجتهادات كانت تسعى للبرهنة على أن المقصود بالاعتدال هو العدل. وهو الشرط الضروري الذي كانت المدارس والفرق العقلانية الإسلامية تضعه في تقييم الأفعال السياسية والاجتماعية للأفراد والجماعات والسلطة والدولة. وهي ذخيرة تبعثرها الأصولية الإسلامية المعاصرة في إرهابها الذي تتطاير في اغلبه جثث وأرواح المسلمين أولا وقبل كل شئ. وفيما لو وضعنا هذه الصورة الأدبية بعبارة سياسية صريحة، فإنها تعني ما يلي: إن الإرهاب الأصولي يحطم في أقواله وأعماله ونياته قيم العدل والاعتدال. وبالتالي فانه لا يصنع في الواقع سوى جثث فارغة، أرواحها هي عين الديناميت المتطاير مع صفائح الحديد وآلام الأبرياء وأحزان الأمهات.

صباح حسنى تغلف صباحها بالندى ورائحة النارنج


وردة من ورود مدينة أصيلة المغربية
صباح حسنى
***


ذات صباح
قلت له:
صَبـاحُكَ سُكَّرْ وَزَهرٌ وَعَنبرْ
وَنبضـاتُ عِشْقٍ بِقَلبِيَ تَكْبَرْ
صَباحـُكَ ماءٌ فُراتٌ وَكَوثَرْ
وَرَشّاتُ عِطْرٍ بِعَيـنيَّ تُمْطِرْ
صَباحُكَ أرضٌ وَرَجْفٌ وَبَيْدَرْ
وَقَمحٌ خَصيبٌ وشَوْقٌ وَسُكَرْ

وقال لي:
صَباحِي صَباحٌ.. وَغَيماتُ زَهْرٍ
وفي كُـلِّ صُبـحٍ أحِبُـكِ أكثَرْ
كَعُصفورِ شَدْوٍ يُغَني بِفَجْرٍ
وَكانَ على الغُصْنِ بِالأَمْسِ يَسْهَرْ

فَقُلنا:
هُوَ الوَقْتُ بَيني وَبَينَكَ يُزْهِرْ
كَعِطْرٍ تَضَوَّعَ ريحاً فَبَشّرْ
كَيُنبوعِ طيْبٍ يُعَتِّقُ لَحْناً
على شَفَتَيْنا تَبَدّى وَأثّرْ

الاثنين، 7 يوليو 2008

وهل يجدى التمنى فى عودة الذى مضى؟

تشى غيفارا
صور وتقليعات


ابراهيم جادالله

ألا يندرج إحياء أسطورة تشي غيفارا في مثل هذه الحالة من اليوتوبيا بأثر رجعي؟ أليس غيفارا بطل الحارة اليسارية التي ولّت ولن تعود؟
لا، إنه لا يمثل حنينا، فقد تحول إلى مجرد تقليعة ديكورية. ورأيت صورته حتى على زجاج سيارة في دولة خليجية تباهى إبن شقيقتى بالوقوف بجوارها.
كانت الصورة في الماضي مثالًا لتمرد الشباب، لا يهمّ على ماذا، والرفض لا يهم بماذا أو ماذا. وعندما زال أذى غيفارا الحقيقي بوفاته، ولم يترك إرثاً برنامجياً أو ثقافياً ذا بال، أخذت حتى أحزاب شيوعية ممن كانت تمنع وتحذر شبابها من الإعجاب به في صفوف الحزب بتنبي صورته مثل «ماركة» أو «براند». عندما كانت لغيفارا أهمية ما، ولو كانت محدودة، كانت غالبية الأحزاب الشيوعية تحاربه وتحذر منه. وكنا في حينه نتمسك بأمثولته إلى درجة الأسطرة رمزاً للتمرد على المحافظين اليمينيين واليساريين على حد سواء.
في هذه الأيام استهلك الاستهلاك الرأسمالي كل الصور. احتواها، حوّلها إلى أليفة، إلى ديكور غير مؤذٍ. وطبعاً هنالك فرق، إذ يصعب استهلاك أصحاب مشاريع فكرية أو ثورية ما زال فيها نفس مؤذٍ حتى يومنا. أما غيفارا على أهمية تجربته الشخصية وإشعاعها فلم يكن صاحب مشروع فكري أو سياسي.
صورة غيفارا مثل صورة الأميرة ديانا على الكؤوس والفناجين وقمصان الـ«تي شيرت» وملصقات السيارات، نوع من التقليعة لمن يريد أن يبدو مختلفاً، وبما أنها تقليعة فإنه في النهاية لا يبدو مختلفاً.
شاهدت عبر الفضائيات ذات مرة مستوطناً إسرائيلياً مسلحاً نقلت الفضائيات صورته يرتدي «تي شيرت» عليه صورة غيفارا.
- إنت بتكلم جد؟ فعلاشفتها واللا كلام عشان نواصل الكلام؟
- أبدا والله ، وكانت اللقطة بالقرب من حاجز اسرائيلى.

السبت، 5 يوليو 2008

ست سهير جوابك وصلنى ، وجارى عمل اللازم





أفندينا أنعم علينا بعلاوة



تجيب كيلو جبنة وعلبة حلاوة
آتاري العلاوة مجرد أتاوة
و احنا علينا الكلام اختلط
*****
عشان في البداية حسبناها خير
و قلنا نواية حتسند يا زير
و حسنة حتمنع بلاوي كتير
و كنا حقيقي في غاية العبط
*****
في لحظة افتكرنا ان لينا حقوق
و نمنا و صحينا لقينا الخازوق
و قبل اما حتى يا عالم نفوق
لقينا اللي لسه حناخده اتشفط
*****
أفندينا يعني في لحظة تجلي
تعطف تلطف و قرر يخللي
مساحة الغلابة تزيد ستة مللي
و ياكلو بدال التراب الزلط
*****
أفندينا أعلن صدور القرار
و قبل اما ينجح في أي اختبار
فوجئنا بزفة و مولد و زار
قصايد جرايد برامج يفط
*****
تؤكد بأن الحكومة بذكاء
و من حزمة واحدة قضت ع الغلاء
و لابد يبقى لدينا انتماء
و ناكل و نشرب و نلبس خطط
*****
عبال النمو اللي قالوا عليه
و حايشينه عنا منعرفش ليه
ماتلمح مكانا في مرة عينيه
و نقدر ندوق منه حتى نقط
*****
مادام كل حاجة تمام ع الورق
مفيش أي داعي عشان القلق
و لو مش مصدق خلاص اتفلق
ورقنا اللي صح وكلامك غلط
*****
و قاللي مواطن عليم بالخبايا
أفندينا قرر تزيد الجباية
عشان شعبه جاحد قليل الرباية
بياكل و ينكر زي القطط
*****
اذا الشعب صدى بفعل البارومة
حتعمل حسابه ف ايه الحكومة
وهي اللي جاهزة بكرباج وشومة
عشان لوفي واحدفي عقله اتخبط
*****
تعيش مصر دايما في عز و جمال
يعيش المواطن شديد الاحتمال
و آمن تماما من الاشتعال
و أقصى ما عنده ينكت فقط
*****

الجمعة، 4 يوليو 2008

سمير الفصيح جدا



المصرى كان فصيح


شعر/ سمير الأمير



**
خيبته العجب عجبان منه
سنين عجاف حشت سنه
سبع تلاف داهيه تجنه
وتبهدله وتشل اديه
**
بيقولوا كان فى الشكوى فصيح
وفى النكت قارح وقبيح
اصبح يخاف من همس الريح
والعسكرى مدد ف عنيه
**
من عهد مينا لأخينا
ابو بدله ميرى مخلينا
تايهين وناسيين أسامينا
قولى اسمك ايه؟؟
**
خايف يقول يطلع مطلوب
فى القسم ياخد بالمركوب
ويموت فطيس ابن المنهوب
والحق يطلع برضه عليه!!


**
وكلنا شرح صاحبنا
متعكزين على مصايبنا
وكل فرعون يركبنا
يسوقنا ويدلدل رجليه
**
واتارى مصر دى موروثه
مش محروسه
ملناش لا طور ولا جاموسه
ولا حتى حتة فسفوسه
واحنا اللى زارعين الكوسه
فى الموكوسه
و ياكلها البيه !!!!

الخميس، 3 يوليو 2008

باعثة الضوء فى دهاليز العتمة



تثمر دوما أزاهيرها طمأنينة ورغدا فى اللحظات الجافة

لم أر فى حياتى - برغم أنى بها أمضى لما يقرب من الثلاثين عاما - جسارة امرأة مثلها

تقود الرحلة كربان صامت لكل ثغاء الإبل وضجيج الراحلين والقادمين

بقلب تكدس بالمحبة واللين وجسارة مقاومة الإنهزام

لم أر فى حياتى امرأة أمام فداحة الفقد والغياب متماسكة صبورة مثلها

قلبها المكلوم منذ سبعة عشر عاما على وليدنا الوحيد ، مفتوح دوما على نوافذ البهجة التى تطل منها زهراتنا الثلاث

مى وميادة ويمنى

وما أكتملت فرحتنا بزهرتنا الأولى مى كعروس للغد ، وأم تعيد وتواصل إشعال مشاعل أم إلا بانتظار حفيد قادم

يتهيأ لصدر جدة بهية القلب

لك أم ماجد

زوجتى

ونبر أحلامى المتواصلة

كل العمر

كل الحياة

كل الرضا

من رب شاهد

وملهم لك الطيبة والرضا