نادته من خلف نافذة الفضة من عتمة تقبض على روحه وجسده المتوفز
: _ أما زلت تهدينى ، وتبث اشتياقا لوجه لا تملكه؟
ضغط بطرف إبهامه على بروز صغير ناعم أيمن صدره من أعلى فلم يستجب له من ضوء ، وضغط على أيسرهما فارتعشت المرآة .
كانت هى تواجهه كطيف تثبًت من حضوره ، فتلامست الحلمات الأربع ، وتبودلت الارتعاشات ، شعر باتساع مابين حلمتى صدره كاتساع العمر والكون وأوانى طعامه الفارغة وثيابه التى بليت وعرقه الذى تملح على الوجه والجسد وطعم الحرقة فى حلقه وكل أشياءه تناجزه ، فأرسل بريق العينين الجائعتين اللاهثتين لطيفها المتشبث بالسكون والشبق ، وعاودت هى إشعال خلاياها أمام اندياحه المتواصل المتسارع .
:_ أسعفينى بنزفك فقد سئمت الجمود والانزياح .
هكذا صرخ بالتياع وهو يغلق نافذة الفضة
_____________________________________________________