********
وجوه الثورة
__________
ماما خديجة
_____________
من أى نسغ أنت ياسيدة الشرف المصرى؟
من أى رحيق عبرت روحك إلينا؟
فى أى موجة تهدر أرواحنا نحوك
ياسيدة الربيع الذى يذبله أنصاف الرجال
يحرث أرض أبناءك الخضراء بمحاريث الكراهية
رهط سكنت أرواحهم ظلمات الخفافيش
وأنت تسكنين شوارع المحروسة تستنهضين النور والخضرة
يعرق قلبك كما يعرق ساعدك
وأنت تسيجين الوطن بالجسارة حول الأبناء
والعصى والمسامير والغازات السوداء الخانقة
واللحى الشوكية والعيون الزئبقية والنظرات الملتاثة
والزئير الأجوف فى وجهك
أشياء هشة لم توهنك
تطيرين كفراشات اللهب وتحطين فى أحداقهم النتنة
لأن مصر مورقة بك حديقة للحياة والغد الشاهق
______________________________________________
***
وجوه الثورة
______
بهاء
______
طريق القلعة الذى كان مضاءا بعبشة الفجر دائما يارفيق
كنت تضرب بأصابع روحك فى ثناياه
ولأن المذلون المهانون كانوا يصرخون خلفك بالنداء السرمدى
أن دولة الفقراء تنبت دروبها تحت أقدامك
وأن للفقراء فجرا لن يغيب طلوعه
فكان دائما قلبك يتغجر بالنشيد والحياة
ولم يكن هؤلاء المسكونون بك والمسكون أنت بحلمهم
غير فيلق بشرى مصرى تتوق فيالق أخرى
على شاطئى دجلة والجليل الأعلى ورام الله وغزة وبيروت
إلى صبوات قلبك
وصلادة وعيك
حتى التقاك يقين الأولاد زهور الميادين التى كثيرا ماطرقتها قبلهم
واختمر نداؤك العفى بنداءات وليدة فى جوانحهم
وعلى بوابة ميدان التحرير شاهدوك ضوءا من زمن سمعوك به
فأسمعتهم أوركسترا من عرق الإيثار والجسارة
حتى اكتمل النشيد فى الثامن عشر من فبراير
ومازلت كعهدى بك يارفيق
بهاء الصوت
بهاء النور المفروش بالطريق إلى القلعة
___________________________
*****
فقرات
من كتابى ( مر الذى مر )
________________
( الصورة بكاميرا الويب الآن )
____________________
خلال هذه السنوات لا أذكر عدد المسيرات التي تم سوق الآلاف إليها، هؤلاء التلاميذ, كقطيع. ففي عام 1977 مثلاً كان الملايين من الأطفال أمثال يمنى ابنتى يساقون ليهتفوا لبطل السلام أنور السادات . أنا لم أحب السادات، ربما لأنني سمعت به قبل خيانته، لكن مسيرات تعليم النفاق السمج علمتني أن أكره السادات، وبحسب ظني الآن فإن السادات هو أول شخص كرهته في حياتي. وإني لأتذكر بدقة كيف صنع الإعلام غير الرسمي، والمخيال الشعبي، من شخصية السادات شيطاناً كاملاً، أُسبغتْ صفة القباحة على منظره، وعلى طريقة نطقه، وعلى مجمل أفعاله، ولم يعد يمثّل خصماً سياسياً وحسب، وإنما أصبح يجسد الشر المطلق. وهكذا دخلتُ السياسة من بوابة الكراهية.
فمع بلوغي سن الرجولة، في سنة أورويل كما أسلفت، دخل اليساريون من غير المتحالفين مع السلطة حياتي، وقبلها كانت سلطة السادات تشنّ حربها الوقائية ضد أعدائها المحتملين في الداخل، وتحديداً ضد اليساريين من أصدقائي وغير أصدقائي. شاركت في النشاطات التنظيمية لليسار بالسبعينات فى جامعة الأزهر قبل أن يتم فصلى ، وبعدها بأكاديمية الفنون ، التى تصديت فيها – مساندا من قبل رفاق كثيرين لتخرصات رشاد رشدى وتهويماته الرجعية وأساليبه الأمنية في إدارة شئون ألأكاديمية، وعشت أجواء الفوضى الفكرية التي تتيح تجاور ماركس وفرويد ولينين وتروتسكي وروزا لوكسمبورغ، وطبعاً ولهام رايش في إنجيله "الثورة والثورة الجنسية". وخلال تلك السنوات شاركتُ اليسار في اقتراف الكثير من الأفعال التي اعتقدنا أنها منافية للسلطة، شربنا ما وقع تحت أيدينا من خمر، وعاشرنا ما أُتيح لنا من نساء، حتى أن صديقا أكبر لنا عاشر ساقطة لحظة أن وضع السادات جبهته مصليا فى المسجد الأقصى، وغنينا أغنيات التحدي التي أداها الشيخ إمام، وسهرنا ليالي كثيرة وطويلة ونحن نتدرب على كراهية السلطة. وعلى مدار خمس سنوات انفضّ أصدقائي اليساريون، اعتقل قسم منهم، وهاجر قسم آخر، وتاب بعض منهم، فيما اكتشفت متأخراً ما فعلتْه بي يساريتي، إذ بتُّ أكره، بالإضافة إلى السادات، أمريكا وعملاءها والسلطة ومخبريها، وأكره انتهازية الروس ولا ثوريتهم، وأكره الخيار الثالث وميوعته، زادت كراهيتي للأعلام والأناشيد الوطنية وصور الزعماء، باختصار بتُّ أكره كل ما يعكر نقاء حلمي اليساري. وفي تلك الفترة أحببت فقط الزعيم السوفييتي أندروبوف لأنه مات سريعاً، وكأن نقمتي لم يعد لها رجاء سوى الفناء البيولوجي لسلطات وقوى راسخة لا يزحزحها إلا القدر. ، وباتت كل مدينة عربية على كل حال ألقاها غير راغبة في فتح صدرها لي إلا بقدر ما يسمح به أربابها، لذا وقفت في ميادين كل تلك المدن بدءا من بيروت حتى مكناس بالمغرب مرورا بتونس وصنعاء وتعز ، وكأني لم أقترب من غير شواطئ جغرافياتها ، فحرصت بقسوة على نفسي أن أغزوها رغما عنها ، وأن ابلل الروح بملامح أبنائها ، وكانت تلك العلاقات التي تتناسل كل يوم مع رموز العافية فيها من كتاب وثوار وصعاليك وحفاة ملا حقين وأوباش ومجانين بحب الحياة مثلى ، وكان أن نهشت فطيرة قدمها لي محمد شكري ذات سنة ، وبعدها لم أشعر بجوع للحياة أبدا .
_______________________________________
***
وجوه الثورة
____________
هوجو
__________
لما انتهوا من ردم فوهات جراجهم بميدان التحرير
بعدما باغتتهم قوافل الظلام ممتطية النوق والخيل المسومة بالدم
أتى للغناء نهر يعبر لياليهم
وأتاهم صوتك الثورى ليستدفئوا به
لما سمعوك تغننى لهم ومعهم :
: _ أنا متفائل لأن أفكار ناصر لم تزل حية
وأقول ناصر لأُسمي على الأقل واحدا من عظماء التاريخ العرب
أنا ناصري منذ كنت عسكريا شابا"
انا لست شيوعيا بل انا ناصري أؤمن كما آمن جمال عبد الناصر أن لكل مجتمع اشتراكيته الخاصة به
وصراعي مع الإمبريالية صراع ضد الإستغلال
آآآآآآ ه هوجو العزيز
لم يمهلك العمر أيها الرفيق الفقير لتسمع نحيب قلويهم من أجلك
كان فقراء المحروسة يتضرعون لرب الفقراء أن يرفع عنك الألم
ففقراء فنزويلا متوجون بك مايزالون
وهاهم فقراء مصر يشيعونك إلى شغافهم المتسرب بها صوتك
يقيمون لك من برونز أرواحهم تمثالا عند قاعدة أبى الهول
وأمام بوابة من بوابات السد العالى
حيث ستزهر لوزات القطن عليك وعلى قلب ناصر
__________________________