ما أجمل الأنا لك يابغداد

ما أجمل الأنا لك يابغداد

الجمعة، 2 نوفمبر 2007

تظل هدى السعدى - ثالثتنا - توقظ طيور التذكر













ستذكرها



" ذهاب ٌ بلا إياب "


و مات الصيفُ
و انصرمت ليالي الفلِّ والعنابْ
و ضاعت دميةٌ حلوهْ
جعلتُ لها
ضفافَ الروح أرجوحهْ
نسجتُ لشعرها الذهبي
من مَهوى خيوط الشمس
أصبوحهْ
و بتُّ أماسياً خضراء أحرسها
فكانت
في شقاء العمر مسفوحه
أتذكرها ؟
◊◊◊ ◊◊◊

رسمتُ لحسنها حسناً خيالياً
ترفرف ريشةُ العنقاء
في إغراء قـَسْماتهْ
و صغتُ كواكب الشطآن
حباتٍ من المرجان
أنثرها على شطآن بسْماتهْ
و لملمتُ الغداةَ لها
شَتاتَ الحُلم
من وحي الهوى العذريّ


من عُزّاه .. أوْ لاتِهْ
أهَدْهِدُها

فمن إلياذةِ الأشجار زنبقة ٌ
و من معزوفةِ الأطيار أنشودهْ
أتذكرها ؟

◊◊◊ ◊◊◊

و ذاتَ صبيحة ٍ سوداءْ
رفعتُ يديّ للشِّعرى
إلى الجوزاء
و العذرا
كلِّ الأنجم المعبودة الأخرى
و لما يأسيَ استشرى
بكت عينايَ أزهارا
بكت شهباً و أقمارا
بكت نارا
و صغت الدمع أحجارا
رجمتُ
_ على نفاسته _ به العارا
و من أسفي
قضمت أصابعي العشرا
و لم تفتأ غياهب ليلتي السوداء
تأبى الطي والنشرا
أتذكرها ؟
◊◊◊ ◊◊◊

أتذكر قُبلةً عذراء
أحيت يابس الدنيا بأعماقكْ ؟
أتذكر مَسَّ كفين ِ
استمد كيانُك الظمآن منها
دفء آفاقك ؟
أتذكر نبعةً رَيـّا
و عذبُ نميرها الرقراق ِ
يسقي وردَ إشراقك ؟
أظنك لست تذكرها !

◊◊◊ ◊◊◊

ألا فاعلم
سيبقى طيفها
الوردي يعجن خبز أحزانكْ
ستبقى وردةً في الحلم
تسكن جوف شريانكْ
ستبقى طفلةَ السحر ِ
التي تهمي
كقنديل ٍ
يبث الضوء في وجدان وجدانكْ
على أني أظنك سوف تنكرها !

◊◊◊ ◊◊◊

ألا فاعلم
ستبقى العمرَ ترمقها
كبوصلةٍ
على أحداق سجّانكْ
و تشقى
إن ضللتَ الدربَ من فمها إلى حانكْ
و تلقى صوتَها الوتَريّ
منسكباً على أوتار تحنانكْ
فلا يوماً ستلقاها
و لا يوما ستنساها
و لا أدري لعلك حين تذكرها
ستعلم
أن موت الفل و العناب
في عذَبات أغصانكْ
خسارتُهُ
ستـُـنقِصُ زهو بستانكْ
و تعلم
أن موت الصيف
لا يعني سوى تفصيل أكفانكْ
و أن
جحودَ طفلتك التي أنكرت
كان ضلالة ً
من نزغ شيطانكْ
و أنك رغم نسيانكْ
ستذكرها
ستذكرها

ليست هناك تعليقات: