ما أجمل الأنا لك يابغداد

ما أجمل الأنا لك يابغداد

السبت، 16 أغسطس 2008

هاهى الراوئية والشقيقة وشقيقة المناضل الشهيد ماجد أبو شرار تحتطب من جراحها لنار محبتها





فى رحيل درويش
بشرى أبو شرار





أنا وبشرى فى مئوية جامعة القاهرة يناير 2008

في هذا المساء البارد , دق هاتفها , فأزاح هوة الصمت من حولها , حملته في حنايا كفها , فكان صوت " الأبنودي " :
_ رحل محمود درويش ....
لم يستوعب عقلها فكرة رحيل سيد الكلمات , وأول من حبت على أبيات قصائده , تحدب على ديوانه , تنقل من أبيات شعره على صفحات لتحفظها , تفك ضفائرها , تعدو بين ممرات الوديات , ترافقها كلمات كتبها " يطير الحمام ... يحط الحمام ... "
منذ سنوات طويلة , رأى درويش نفسه كما كان يقص علينا ...
يحكون في بلادنا .....
يحكون في شجن ....
عن صاحبي الذي مضى ....
وعاد في كفن .
وتسقط دمعات معذبة من روحها , ووردة تتدحرج , لتصل مسطح قبر يعتلي أعلى قمة جبلية في " رام الله "
هل تطمع في وردة تشبه وروده ؟.......
هل تطمع بان يكون يوم رحيلها مشابها ليوم رحيله ؟..... وتطرق كلمتها الأفئدة كما هو ؟....
كيف يتركها " درويش " ويمضي عبر طريق الرحيل الأبدي , بعد أن ألقى إليها بتعويذته " على هذه الأرض ما يستحق الحياة "

في هذا المساء البارد , رقد جسد " درويش " وقد غطته أمه بتراب من بلدته شالمنسية " البروة "
كان يخاف موته , خجلا من دموع تذرفها لرحيله ...
عاش عمره ممزقا بالحنين , لخبز أمه , وقهوة أمه , ونار توقدها , ليظل الوطن دافئا بين ضلوع الغائبين , المنتظرين لأكفان تعيدهم , كما عاد في هذا اليوم لأعلى قمة جبلية ....
تعود الوردة المتدحرجة ,لتتوقف على مسطح قبر لرجل لم يمت ....يعو السؤال :
_ هل يصحبها " درويش " في يوم يشبه يوم رحيله , حيث هناك ؟.....
أم تظل واقفة خلف زجاج نافذتها , ترقب ارتطام الموج بالصخر , وكلمات قد تعيدها إلى هناك " يطير الحمام .... يحط الحمام "

ليست هناك تعليقات: