زَغَبٌ شَمْعِيّ
آمال عواد رضوان
هِيَ ذي فَوانيسُ الحَياةِ
تُغازِلُ ذُبالاتِها الحالِمَة
تَخْتالُ عَلى صَفَحاتِ الزَّمانِ
بِمَدادِ دَمْعٍ سِرِّيٍّ
تَخُطُّ زَغَبًا شَمْعِيًّا
عَلى
أَجْنِحَةِ مُنىً حاسِرَة
*
عَبَّدَتْها قَواميسُ الفَرَحِ
هُوَ العُمْرُ لُحَيْظاتٌ في سِنِّ المَرْجانِ
*
عَلى
شَواطِئِ السَّرابِ الهارِبِ إلَيَّ
تَتَهَلَّلُ أَقْداحُ العَتْمَةِ بِقُبْلَةٍ
تَتَسايَلُ لَهيبَ لِقاءٍ
عَلى
شِفاهِ غِيابِكَ الفَحْمِيِّ
*
عَذارى الأشْجانِ
تولِمُ مَحافِلَ الحُزْنِ
تَقْضِمُ تُفّاحَةَ الفُؤادِ
يَنْدَسُّ نَبيذُ حُسْنِها في دَمِ المَوْجِ
يَثْمَلُ بَحْرُ القَلْبِ رَهْبَةً
وَعَلى
أَمْواجٍ سادِرَةٍ
تُراقِصُ مُسُوحَ الخَيالِ
تَسْتَمْطِرُ عَفْوَكَ الصَّخْرِيِّ
*
أيا حارِسَ لَيْلِيَ الغافي
عَقِدٌ لِسانُ القَلْبِ
تَحْتَبِسُ في فَضائِهِ سُحُبُ العاقِداتِ
مَسْحورَةً فارِهَةًً
تُقيمُ عُقودَ حُزْنِكَ
*
عَلى
أَعْمِدَةِ دَمْعٍ يَشْهَقُ
وَأَنْتَ المُسْرَجُ بِالجِراحِ تَتَشاهَقُ
لِتَعْتَلِيَ عَرْشَ
فَ ر ا ق
*
*تَماثيلُ المِلْحِ تَخِرُّ
في مَتاهاتِ الأَحْلامِ
يَئِنُّ خَريرُ عَتَباتِ الوَفاءِ
أَيُّهذا السّاهي
عَلى
صَفْحَةِ الصَّمْتِ
تَنْحَتُ وُجوهًا في مَرايا المَصيرِ
هِيَ ذي رُموشُ العَطَشِ
تَسْتَسْقي مِنْكَ آمالاً
تُلْقي سُحُبُ دَمْعِكَ مَراسيها
تُنْهِدُ فَراغَ أَباريقِكَ بِأَطْيافِها
وَهُوَ ذا سِراجُ سُكونِكَ
يَكْبو غُبارُهُ في رَذاذِ نَوافيري
*
*في اُرْتِعاشَةِ السُّحُبِ
تَتَهَدَّجُ عَرائِسُ سَمائِكَ غُوايَةً
تُعَتِّقُ بُرْكانَ اللِّقاءِ بِجِرارِ الوَجَعِ
وَعَلى
مَساكِبِ الوَجْدِ
تَتَفايَضُ شَلاّلاتُ طُيوبِكَ جَفافًا لاسِعًا
يَحْتَرِقُ..
وَتَخْتَرِقُ سُدودَ النِّسْيانِ
*
بِعَبَثٍ فارِهٍ
تَتَمَرَّدُ أَلْوانُ الكُحْلِ في عَيْنِ السُّهادِ
تَغْدو لَياليكَ طاحونَةَ ذِكْرَياتٍ
تَطْحَنُ مِلْحَ النَّوْمِ
فَيَذْروهُ دَمْعُ العَتْمِ
*
بِمَطاراتِ عُزوفيى
َبَّرْتُكَ خِلْسَةً في قافِلَةِ الأَغْرابِمَلأْتُ بِحَصادِ يَأْسِكَ
حَقائِبَ قَلْبي المُثْقَلَةَ بِكَ
*
أشْواكُ رَحيلِكَ تَخِزُ أَعْصابَ الزَّنابِقِ
سَتائِرُ ماضٍ تَتَمَرَّغُ لَوْعَةً في جَنَباتِِ اللَّيْلِ
تَتَذاءَبُ عُيونُ خَيالي
مَوْجَةُ ماءٍ تُشْعِلُها
مَوْجَةُ نارٍ تُطْفِئُها
وَفي خِباءِ الأبْجَدِيَّةِ
تَسْتَأْنِسُ بِحِضْنِ ضَوْئِكَ
*
شَجِيَّةٌ تَنْسابُ ظِلالُ لِبْلابِكَ
تُعانِقُ مَواعيدَ تَخْشى الزَّوال
تَهيمُ
عَلى
حَنينٍ شَقِيٍّ
تُقَشِّرُ لِحاءَ الافْتِقادِ
أَيْنَني مِنْ نَسْغِ صَوْتِكِ الحاني يُخَضِّبُني
يورِقُني أَحْداقًا
يونِعُني عُنّابَ آذار؟
في بَلاهَةِ ريحِكَ السّادِيَّةِ
*
يَتَلَعْثَمُ الجَوابُ
تَتَجَلْبَبُ بِفَراغي
أَتَأَبَّطُ خُفَّيْ كِبْرِيائي
أُخادِعُ الدَّرْبَ كَيْ لا أَلقاكَ
وَأُمَنّي النَّفْسَ لَوْ تَلْقاني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق