ما أجمل الأنا لك يابغداد

ما أجمل الأنا لك يابغداد

الاثنين، 7 يوليو 2008

وهل يجدى التمنى فى عودة الذى مضى؟

تشى غيفارا
صور وتقليعات


ابراهيم جادالله

ألا يندرج إحياء أسطورة تشي غيفارا في مثل هذه الحالة من اليوتوبيا بأثر رجعي؟ أليس غيفارا بطل الحارة اليسارية التي ولّت ولن تعود؟
لا، إنه لا يمثل حنينا، فقد تحول إلى مجرد تقليعة ديكورية. ورأيت صورته حتى على زجاج سيارة في دولة خليجية تباهى إبن شقيقتى بالوقوف بجوارها.
كانت الصورة في الماضي مثالًا لتمرد الشباب، لا يهمّ على ماذا، والرفض لا يهم بماذا أو ماذا. وعندما زال أذى غيفارا الحقيقي بوفاته، ولم يترك إرثاً برنامجياً أو ثقافياً ذا بال، أخذت حتى أحزاب شيوعية ممن كانت تمنع وتحذر شبابها من الإعجاب به في صفوف الحزب بتنبي صورته مثل «ماركة» أو «براند». عندما كانت لغيفارا أهمية ما، ولو كانت محدودة، كانت غالبية الأحزاب الشيوعية تحاربه وتحذر منه. وكنا في حينه نتمسك بأمثولته إلى درجة الأسطرة رمزاً للتمرد على المحافظين اليمينيين واليساريين على حد سواء.
في هذه الأيام استهلك الاستهلاك الرأسمالي كل الصور. احتواها، حوّلها إلى أليفة، إلى ديكور غير مؤذٍ. وطبعاً هنالك فرق، إذ يصعب استهلاك أصحاب مشاريع فكرية أو ثورية ما زال فيها نفس مؤذٍ حتى يومنا. أما غيفارا على أهمية تجربته الشخصية وإشعاعها فلم يكن صاحب مشروع فكري أو سياسي.
صورة غيفارا مثل صورة الأميرة ديانا على الكؤوس والفناجين وقمصان الـ«تي شيرت» وملصقات السيارات، نوع من التقليعة لمن يريد أن يبدو مختلفاً، وبما أنها تقليعة فإنه في النهاية لا يبدو مختلفاً.
شاهدت عبر الفضائيات ذات مرة مستوطناً إسرائيلياً مسلحاً نقلت الفضائيات صورته يرتدي «تي شيرت» عليه صورة غيفارا.
- إنت بتكلم جد؟ فعلاشفتها واللا كلام عشان نواصل الكلام؟
- أبدا والله ، وكانت اللقطة بالقرب من حاجز اسرائيلى.

ليست هناك تعليقات: