أوغلَ بعيدًا ... إليَّ
------
ذاك الذي أعشبَ لغتي
ونامَ قريرًا على صفحاتِ الوجدِ
يتلو زنابقَ الروح ِ زُلفى .
ذاكَ الذي أنبتُ حدائقَ اللهِ
في محل ِ سنينه
وأسقيتـُه لبنَ الحروفِ
ذاكَ الذي أسكنتـُه مقلة َ التشوق ِ
وغنيته أغنية ًللمتعبين في دهاليز الوله.
ذاكَ الذي عممتـُه خيوط َ التألق ِ
أطعمتـُه حلوى الشموس ِ
أخفيتـُه كدعوةٍ ملفوفةٍ
في رؤى قلبٍ صفي .
ذاك الذي صليتـُه فرضًا
زكيته فرضًا ..
صوَّمتُ عظمي عليه..
وحجي القصي .
ذاك الذي ..
ذاك الذي..
ذاك الذيِّ ..
ما بالـُه يولي وجهَه شطرَ الغيابِ
يصلي صلاة التجافي ..
دونَ وضوءٍ جميل ٍ
يعطرُ دربَ السماءْ
ذاكَ البعيدُ القريبُ الموغلُ تيهًا إليّ
أركضْ كجري الأيائل ِ ..
حين تخضُها شهوة ُ القنص ِ
احتراقـًا يعضُكَ التعبُ
فإمِّا تلفظـُكَ المشارقُ والمغاربُ
استعدني .. وعُدْكَ.. إليّ
فأنىَ تولي..
فثمة َ نبضٌ تبقىَ سخي .
أركض .....
فثمة َ مغتسلٌ باردٌ وحميمٌ
يُفتـِّحُ ردهاتِ العفو النبيلْ .
خيولـُك متعبة ٌ في بيداءِ العنادِ
ولا واحة ٌ إلايَ تمدُّ أذرعة َ نخيلِها ظلا وفيّ .
فهل من محيص ٍ تؤوبُ إليه ..!!!
أرمي بشعثِ جنونِكَ حولي
أهدهدُ رعشتـَه فلا يخافُ رتقـًا
ولا تميدُّ الصحاري به من جديدْ
يا ذالكَ الهارب مني إليّ
يا دمائي الموغلات ِ في الرقص ِالبهي
تمهلْ .. !!
لا ترقص على سكاكين ِالذبح ِ
فلستَ نبيًا ولستَ الولي
مجراتُ بُعدِكَ قلبي .
أنا الجمرة ُ أنا الخمرة ُ
أنا امتزاجُ الليل ِ يغتبقُ دنانـَه ..
الفجرُ السني
إليكَ .. فاشربني لتنجو
من غمراتِ النسيان ِ
ومن سَكراتِ التيهِ ليبقى التورقُ
فيكَ اخضرارًا ..
وتبقى كرومُكَ خمرًا شهيًا وري .
----------
مسقط 5 / ديسمبر 2007 م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق