ما أجمل الأنا لك يابغداد

ما أجمل الأنا لك يابغداد

الثلاثاء، 15 يناير 2008

فاطمة الزهراء فى أصيلة تبهجنا كعهدنا بها فى الرصد الواعى


ملتقى أصيلة الأول للقصة القصيرة



أجمل اللحظات هي تلك التي نعيشها بين أحضان الإبداع… الذي يشكل هوسا وهاجسا يجثم على أنفاسنا، هي لحظات تسقط سهوا من أعماق الذاكرة، تؤرخ لزمن يسرق مشاهده من يوميات ضائعة في زحمة الانشغالات اليومية.. هو جنون أبدي نتنفسه يوما بعد يوم، فهل هناك أجمل من لحظة عناق طويلة مع الكلمة… مع القصة القصيرة… أعترف بأن عشقي للإبداع هو الذي دفعني إلى اقتناص هذه الفرصة لمد جسور التواصل مع عشاق الكلمة الجميلة، و إلى تسجيل لحظات ستظل ذكرى غائرة في أعماق ذاكرة أصيلة الهادئة

.
كانت الساعة تشير إلى حوالي الخامسة مساءا و الشمس تلملم أشعتها عن فضاء هذه المدينة الساحرة، التي كانت على موعد مع حفل افتتاح “ملتقى أصيلة الأول للقصة القصيرة”، الذي نظمه كل من الصالون الأدبي و مجلة أجراس والمطعم الثقافي الأندلسي بأصيلة، تحت شعار: “الفضاء في القصة القصيرة”، الذي أعطى انطلاقته منسق الملتقى القاص صخر المهيف بكلمة ترحيبية بالجمهور الحاضر و المشاركين القادمين من شتى أرجاء المملكة، ثم أعطى الكلمة إلى الأساتذة مصطفى لغتيري عن الصالون الأدبي، سعيد بوكرامي عن مجلة أجراس، محمد الكلاف عن المطعم الثقافي الأندلسي، التي باركت هذه المبادرة الجميلة، ورحبت بالمشاركين الذين تكبدوا مشاق السفر من مختلف المدن المغربية، من أجل المساهمة في ” ملتقى أصيلة الأول للقصة القصيرة”.و قد توج هذا الحفل بنغمات عاشقة من الفنان و الملحن علي بنسعيد الذي أتحف الحضور بمعزوفات و موصولات غنائية، قبل أن ينتقلوا بأسماعهم إلى أحضان القصة عبر قراءات جميلة لمجموعة من الأقلام البارزة في مجال القصة تخللتها موصولات و معزوفات موسيقية للفنان علي بنسعيد، و قد شارك في الجلسة الأولى التي سيرها القاصان صخر المهيف و مصطفى لغتيري كل من الأساتذة: محمد الشايب ( ريح يوسف)، عبد الواحد كفيح ( نساء من زمن ولى)، محمد اشويكة( الوصية)، حسن البقالي ( آية)، حسن اليملاحي (سأعدل عن مثل هذه التفاهات)، عبد السلام الموذني (في حضرة موتي)، مليكة صراري (مخطوطات لمحو الطفولة)، سعيد جمال ( سندويش)، سناء شدال ( الرسالة)، مصطفى لغتيري( الإمبراطور). و على نغمات العود للفنان علي بن سعيد أعلن عن نهاية الجلسة الأولى من الملتقى، ليكون للكلمة الجميلة موعد آخر صبيحة يوم السبت 12 يناير 2008 على الساعة 11 صباحا، حيث سير الجلسة الثانية كل من القاص مصطفى لغتيري و الناقدة سعاد مسكين، هذه الجلسة التي عرفت توافد عدة أسماء في مجال القصة لم تكن مبرمجة من قبل، و التي أصرت على إضافة اسمها إلى هذا العرس القصصي الذي احتضنته أصيلة لأول مرة، فأتحفوا الحضور بقراءات قصصية مميزة عرفت مشاركة الأساتذة: السعدية باحدا ( قصيرة جدا)، صخر المهيف ( رجلان و امرأة)، سعيد بوكرامي ( المخلوق)، المهدي لعرج( النقطة التي تفيض الكأس، عز الدين الماعيزي( حب على طريقة الكبار، قصص طويلة جدا، لأنه جائع، بالثلثين)، محمد الكلاف ( بداية و نهاية)، المصطفى كليتي ( قبل الفطور بقليل)، خديجة موادي( سكر اسود)، أسمهان الزعيم ( الحقيبة)، حميد ركاطة ( امرأة من زمننا، هذيان، المسلسل العربي)، إسماعيل البويحياوي ( وجبة سريعة جدا، تحرير، حكاية جدي شهريار، أمومة)، عبد السلام الجباري ( زفزاف)، محمود مفتوح ( حب بيزنطي، البحث عن المسدس، ضربة نبيذ)، عبد السلام بلقايد ( خيول مجنحة ترعى في حدائق معلقة)، البشير الأزمي ( حداثة، حرف الدال)، نجيب كعواشي ( العصا)، محمد الجزار ( السي القجيري و مشتقاته)، و قد اختتمت هذه القراءات القصصية باستراحة مع الأستاذ عبد الإله فؤاد.

و من جو القصة إلى مجال الدراسة و النقد قام مجموعة من الأساتذة بإلقاء شهادات حول ” الفضاء في القصة القصيرة” الذي شكل شعار هذا الملتقى، و قد أشار أحمد شكر في شهادته إلى علاقة الأنا بالمكان باعتباره مركز السرد في القصة القصيرة، كما ربط بين المكان و الشخصيات الموجودة في القصة بعلاقات وطيدة، و في نفس السياق اعتبر القاص محمد ايت حنا الفضاء في القصة القصيرة هي الخطة التي ينهجها القاص في نصه بحيث يخلق عدة فضاءات تستوطنها شخصيات القصة، في حين أشارت القاصة مليكة صراري إلى أن الفضاء في القصة القصيرة يمكن أن يكون أضيق من ثقب الإبرة أو أوسع من البحر، أما القاص المهدي لعرج فقد تطرق إلى أهمية الفضاء في القصة القصيرة ( الشارع، المدينة،…) و في نفس الإطار تحدث القاص مصطفى لغتيري عن الفضاء باعتباره مكونا أساسيا في القصة القصيرة، إذ يتحدد حجم القصة بقصر الفضاء أو امتداده، كما اعتبر القاص عبد الواحد كفيح الفضاء عنصرا رئيسيا في القصة القصيرة، لأن الفضاء هو المكان الذي تتحرك فيه الأحداث و الشخصيات، و أن هناك الفضاء الرمزي و الواقعي و المتوهم، و قد سيرت هذه الجلسة الأستاذة سلمى براهمة عضو الصالون الأدبي.و كأي قصة لها بداية و نهاية كان لابد من اختتام لهذا الملتقى القصصي الذي استضافته أصيلة يومي 11 و 12 يناير 2008 بدار الشباب، بحفل توقيع لمجموعة من الإصدارات القصصية و الروائية، رواية “ما قيل همسا” لأسمهان الزعيم، “الضفة الأخرى” للبشيرالأزمي، “رجال و كلاب” لمصطفى لغتيري، “حب على طريقة الكبار” عز الدين الماعيزي، “عندما يطير الفلاسفة” لمحمد ايت حنا، “تحديق في الفراغ” للمهدي لعرج، “الهنيهة الفقيرة” لسعيد بوكرامي، و إن كان “ملتقى أصيلة الأول للقصة القصيرة” قد اختتم بكلمة القاص مصطفى لغتيري، إلا أن النقاشات و جسور التواصل ظلت ممتدة لساعات طويلة بين أحضان المطعم الثقافي الأندلسي، بحيث قام المبدعون بورشة تعارفية شملت مختلف الأقلام المشاركة في هذا اللقاء القصصي، آملين بأن يكون هذا الملتقى مجرد تدشين لملتقيات أخرى ستحتضنها أصيلة خلال السنوات القادمة.

ليست هناك تعليقات: