ما أجمل الأنا لك يابغداد

ما أجمل الأنا لك يابغداد

الأربعاء، 19 مارس 2008

من تفانين صديقى الجميل أسامة مصرى

*مذكرات امرأة شرقية*

أزحف نحو قاعة الاحتفال!!

ايمان القاسم سليمان


*ها هو العالم بأكمله يحتفل بيوم المرأة العالمي، هذا اليوم الذي بدأ يوماً نضالياً لضمان حقوق النساء في أماكن العمل، تحوّل الى موجة جارفة تجر معها كل العالم في نداء عال وواضح وصارخ بأن تُمنح الحق في التعليم والعمل والعيش باحترام وكرامة.
وانا امرأة شرقية ما زالت تحبو ببطء شديد نحو تلك الاحتفالات، وكيف اصل الى قاعة المراسم الرسمية قبل أن أنهي ما علي من مهام داخلية. فتعليمي الأكاديمي لا بد أن يمر تأشيرة منك انت الأب او الاخ، اما اذا اردت متابعة طموحاتي الاكاديمية بعد الزواج فتصبح التأشيرة أصعب وأبعد المنال، إذ من سيقوم بالمهام الأخرى من طبيخ وغسيل وانا منشغلة بامتحانات ووظائف يضغط عليّ المحاضر بأن أسلمها في الموعد المحدد.
نعم يحتفل العالم بيوم المرأة وانا ما زلت أزحف نحو قاعة الاحتفال. هنّ أنجزن أعلى الانجازات، ووصلن الى أعلى المستويات والمناصب، وانا وظيفتي بمثابة مِنّة منك عليّ تردد كل يوم واجب اعترافي بفضلك لأنك موافق على خروجي الى العمل، ولا بد أن اثبت لك في اليوم ألف مرة بأن خروجي ليس على حساب مهامي الأساسية من وجهة نظرك، الطبيخ والغسيل، حتى لا تقول " قصّرتِ، اقعدي!".
العالم يحتفل وانا أحاول سرقة جزء بسيط صغير من هذا الاحتفال، فمتى ستعتبر الشراكة بيننا هي مناصفة كاملة في الحقوق والواجبات، متى سيصبح تعبك مساوياً لتعبي وإرهاقك مساوياً لإرهاقي لكي ينقسم العبء علينا بالتساوي، متى سيكون اتخاذ القرارات بالمشورة وليس معلومة مُعطاة تخبرني بها من منطلق الاطلاع والمعلومات العامة فقط، متى سيكون رأيي مقبولاً بنظرك وليس تهديداً على حقيقة أنك انت فقط تجيد إسداء الآراء، متى ستدرك ان باقة الورد لم تعد تكفيني لأنني انعزلت عن زمن الرومانسية الخيالية واريد منك باقة من الحقوق في التعليم والعمل والكتب تملأ بيتي أكثر من المزهريات لعرض باقات زهور لا تلبث أن تذبل مع انقضاء العيد، متى...
عفواً، لا بد أن أتوقف عن الكتابة الآن، عندي طبيخ وغسيل لم أكمله بعد...

ليست هناك تعليقات: