ما أجمل الأنا لك يابغداد

ما أجمل الأنا لك يابغداد

الأربعاء، 12 مارس 2008

ومازات فاطمة تشع بتألقها هناك

فاطمة الزهراء المرابط
من أصيلة
تكتب
أزهار إبراهيم قهوايجي تنشر أريجها بمدينة مكناس

كانت مكناس مساء يوم السبت 1 مارس 2008 على موعد مع حفل توقيع ديوان "للأزهار رائحة الحزن" للشاعر المغربي إبراهيم قهوايجي الذي نظمته المديرية الجهوية للثقافة بمكناس بتنسيق مع جمعية الأفق التربوي، و ذلك بفضاء دار الثقافة الفقيه محمد المنوني بمدينة مكناس، والذي تزامن مع إقامة معرض الفنون التشكيلية للفنانين: كمال المكوني وغزلان يعلاتن.
وقد انطلق حفل التوقيع بكلمة الناقد محمد إدارغة الذي شكر جمعية الأفق التربوي والمديرية الجهوية للثقافة بمكناس على هذا الاحتفاء، فرحب بالنقاد و الكتاب و المبدعين الذين تجشموا عناء السفر من مختلف المدن المغربية من أجل المساهمة في تخليد هذا العرس الإبداعي، و في نفس السياق جاءت كلمة الشاعرة نعيمة زايد (رئيسة جمعية الأفق التربوي)، ألقت بعدها الشاعرة زكية المرموق قصيدة شعرية بالمناسبة تحت عنوان" ليل متواطيء".
ثم افتتحت الجلسة النقدية الأولى بمداخلة الناقد ذ محمد إدارغة (أمين اتحاد كتاب المغرب لفرع مكناس) عنونها ب"للأزهار رائحة الحزن بوابة فرح بائت" تحدث فيها عن بنية الكتابة الشعرية في الديوان ومفارقاته الغريبة كتردد الرقم 7 فيه بشكل مدهش، وعرج على شعرية العنوان واختراقه لأفق انتظار المتلقي، كما أشار إلى الجمع بين الضدين النقيضين في الديوان، وتطرق إلى وطنية الشاعر وحبه للآخر وحب الحرف وحب الشعر وحب الأمكنة في الديوان. ثم تلتها مداخلة الناقد د أحمد فرشوخ الحصيفة (كاتب عام اتحاد كتاب المغرب لفرع مكناس) بعنوان "إبراهيم قهوايجي شاعر الوجع الإنساني"، والتي تطرق فيها إلى إشراك الذات الشاعرة في محيطها الإنساني واستبطانها العالم الخارجي لصياغة رؤيته وحضور الذات/ صورة الشاعر بقلمه والحوار مع الآخر/ الصداقة وتحويلها إلى انشغال شعري و تيمة الفقدان التي تعمق الشعور الإنساني باعتباره معادلا موضوعيا للتجربة الشعرية والاحتفاء بالهامش، كما تناول الأدوات والسمات الفنية في الديوان. وبعدها كانت مداخلة الشاعر والناقد ذ الحسن العابدي (آزرو) بعنوان "فواصل صائتة من سيمفونية الفرح البائت" و التي تناول فيها ثالوث: الأزهارـ الحزن- الرائحة في الديوان، واقفا بعمقه النقدي على التشكيل الشعري في الديوان والموسوم بالإيحاءات والاسنادات الجديدة مقدما رؤيا التجربة الشعرية فيه في بعديها الموضوعي والفني.
وفي الجلسة النقدية الثانية كانت مداخلة الناقد د محمد قنوش(تازة) بعنوان "إبراهيم قهوايجي شاعر الحزن" وبحثت في سيميائية تأويلية للعنوان، وتتبع امتدادات موضوعة الحزن في ثنايا الديوان من خلال تواتر وحداته المعجمية والحضور الكمي القليل لكلمة الفرح وتلك النعوت الموصوف التي سلبته وظيفته الأصلية. في حين تطرقت مداخلة الشاعر والناقد ذ عبد الرحيم أبو صفاء التي عنونها ب" شعرية الموت والرحيل في"للأزهار رائحة الحزن" " إلى ثقافة الموت في الديوان من خلال 3 محاور:
* الموت/ الوطن وجرح المشهد العربي.
* الموت والأنا (ملحمة الحزن والرحيل).
* الموت الصديق.. رثاء الأحياء والراحلين.
أما الناقد ذ مصطفى غيواني (فاس) فقد تناول في مداخلته "مقاربة بنيوية في ديوان"للأزهار رائحة الحزن"" مكونات المعجم والصورة والإيقاع واللغة في هذا المتن الشعري. وقد ختم الشاعر والناقد ذ نجيب طبطاب (مكناس) جلسة المداخلات النقدية الثانية بمداخلته "الحزن بين الصورة والتصور، قراءة في ديوان: "للأزهار رائحة الحزن"" وتعرض لتيمة الحزن وابدالاتها ودلالاتها التأويلية، إضافة إلى تحليل الصور الشعرية في أبعادها ووظائفها في الديوان، وتطرق إلى مكون الإيقاع والرؤيا التجريبية في خطاب الديوان الشعري.
وقد أشار الناقد محمد إدارغة إلى كون الجمعية تلقت عدة مقاربات نقدية حول ديوان"للأزهار رائحة الحزن" كي تُقرَأَ نيابة عن أصحابها نظرا لظروفهم القاهرة التي لم تسعفهم في الحضور، كمقاربة " المتعالي النصي في ديوان" للأزهار رائحة الحزن "" للأستاذ عبد الرزاق مصباحي (آسفي) ومقاربة تحت عنوان"معانفة "للأزهار رائحة الحزن"" للشاعرة والناقدة هيام مصطفى قبلان(جبل الكرمل/ فلسطين)، وهاتان المداخلتان وغيرها ستكون محور حفل توقيع آخر للديوان خلال الأيام القادمة بإحدى المدن المغربية.
كما تخللت فقرات هذا الحفل شهادات مجموعة من المبدعين و الكتاب الذي قدموا كلمات رائعة في حق الشاعر إبراهيم قهوايجي، على رأسهم شاعر الملحون مولاي الحسن البويحياوي الإدريسي الذي أتحف الحضور الكريم بقصيدة من شعر الملحون في حق المحتفى به وفي حق مولوده البكر/ الديوان بعنوان " كْـليمة مَنْ اكْـنانِي"، في حين كانت شهادة الأستاذة شامة عمي ( أستاذة جامعية بكلية الآداب شعبة اللغة الفرنسية) عبارة عن قراءة واعية وعميقة لديوان "للأزهار رائحة الحزن"، و قد أشار الشاعر عزيز الوالي (تاونات)إلى أن الناقد و الشاعر إبراهيم قهوايجي كان أول من اطلع على كتاباته الشعرية، وشجعه و مهد له الطريق للمشاركة في أحد المهرجانات الشعرية الوطنية، واعتبر أن هذا الحفل هو أنجح حفل تكريم رآه على المستوى الوطني بكل المقاييس، أما الشاعرأحمد العناني(فاس) فكانت شهادته حول المحتفى به عبارة عن قصيدة جزلية جميلة بعنوان:"أبراهيم ألبستاني"، وقد استمرت هذه الشهادات الجميلة بكلمة الشاعرة و الروائية أسمهان الزعيم التي أشادت بأخلاق الشاعر إبراهيم قهوايجي النبيلة ومقارباته النقدية الحصيفة وأشعاره الجميلة، وقدمت هدية للمحتفى به عبارة عن ترجمة لقصيدة من ديوانه عنوانها "بيني وبينك زهر أيلول" إلى اللغة الاسبانية، حيث ألقتها على مسامع الحضور، ووعدت بترجمة الديوان كاملا إلى اللغة الاسبانية، كما ألقى الشاعر الزجال لحسن حاجي (آزرو) قصيدة زجلية جميلة بالمناسبة، في حين قدم كل من الشاعرة فاطمة الزهراء أمسكين(الصويرة/خنيفرة) و الشاعر والإعلامي حسن شرو (آزرو/ مكناس) شهادة حب في حق الشاعر المحتفى به، و اختتمت الشهادات بكلمة الشاعرة كريمة دالياس( الدار البيضاء) التي تضمنت ارتسامتها حول الديوان ذيلتها بقصيدة جميلة بالمناسبة، في حين اعتذر كل من القاص علي الوكيلي والشاعر إدريس الشعراني عن إلقاء كلماتهما بسبب ظروفهما الصحية.
و في خضم هذا الجو الذي يفوح برائحة الأزهار و الإبداع وقع الشاعر إبراهيم قهوايجي ديوانه " للأزهار رائحة الحزن" على إيقاع الحب و الفرح وسط المبدعين و الحاضرين الذين ساهموا في تخليد هذا الحفل الذي سيظل ذكرى جميلة في سماء مكناس الإبداعية.

فاطمة الزهراء المرابط
أصيلة / المغرب

ليست هناك تعليقات: