فاقد الحبل
عزة دياب
عزة دياب
يتعلق بالحبال ،يقفز فى الهواء بحركة لا يجرؤ على الإتيان بها قرد نشأ بين أفرع الأشجار ، يتشبث بطرف الحبل بيديه أو قدميه ، الحبل بالنسبة له نقطة التقاء وانطلاق، بدون تلك النقطة ما عساه المصير.
يستغرق فى النوم ، يواتيه حلم ،تضيع فيه المشاهد ، تتركز الأضواء على بحثه عن الحبل ، لقطة فى الحقيقة
لا تستمر لحظة ، لكن الحلم يجعلها دهراً .
أبحث عن حبلى ، أرتمى على الحبال من حولى ،فلا أصل إليها وهى الأخرى لا تسعى إلى ، تمتد اللحظة ، يجف حلقى ، يتصبب العرق من يدى .
قلبى يرتجف ، يرهف الإحساس فى كل حواسى ، أيتها الروح لا تخرجى ، ما أجمل الحياة !!
كم سمعت فى الحكايات القديمة عن البساط السحرى ، أين هو منى الآن ؟ !تقفز لمخيلتى صورة التقطت على سطح القمر ، رواد الفضاء يسبحون فى فضائه ، ليت جاذبية الأرض تقل الآن !!
لاتحتضنينى أيتها الأرض ، أنا لا أوافق على هذا الاحتضان .
بماذا سيفيدك عجزى أو موتى ؟ أما كفاك من احتضنتِ قبلى !
علىّ أن أختار العجز أم الموت ، الاختيار ليس بيدى .
أرتميت على شبكة تهتز بى كأرجوحة ، التفت حولى وجوه زملائى وبعض المتفرجين ، الفزع يرتسم على الملامح ، الشفقة . انتظار المصير المماثل لزملاء الحبل ، لم ألمح التشفى ، لله الحمد .
قرأت على صفحات الوجوه ، أنهم شعروا بما أحسست لحظة فقد الحبل ، كأنهم جميعاً فقدوا الحبل .
الغيبوبة لا تأتى هى الأخرى أصبحت أمنية عنيدة .
نظرت من رقدتى على الشبكة ، أعاتب الحبال ،هنت عليكم ، نسيتم أصابعى ، لم تهتزوا لسقوطى .
يستيقظ من نومه ، يهز الفراش على أنه الشبكة ، يحمد الله أنه حلم .
يدخل السيرك ، أول ما يفعل يتمم على الحبال ، يلقى نظرة على الشبكة .
(احتضنينى برفق . . . برفق ) .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق