ما أجمل الأنا لك يابغداد

ما أجمل الأنا لك يابغداد

الأحد، 18 مايو 2008

صباحية الخيول قصة من قصص ظهيرة اليقظة


صباحية الخيول
ابراهيم جادالله


فى الصباح الباكر المغمور بالصقيع الكثيف حين تندحر محاولات الشمس فى اختراقه ، صهلت خيول بالساحة التى تحيط بها البيوت المطوية فى الدفء والصمت، وتسمرت أقدام عيال صغار ذاهبون إلى مدارسهم، يبلل الندى شعورهم ، ويلسع البرد أجسادهم النحيلة ، وصلاح ابن محمد بهجات فى معطفه الخاكى الذى استبقاه من عهدته العسكرية قبل تسريحه من الجيش يمشط ظهر حصانه المتورم الركبة ويتحسس كفله وذيله براحة يده ، ويرمى رأسه المحشورة فى طاقية الصوف وتلفيحة بهتت أزهارها على رقبته ، ويطبطب على صدره ، ويكاد يهم باحتضانه ويطوق رقبته الممدودة بذراعيه إعجابا وطربا لفتوته ، فهاهو قد هم وانتفض وشمخت رأسه ورفع شفته العليا فبانت أسنانه الغليظة يتساقط منها لعاب برسيمى بعد تشمم مؤخرة مهرةالسعيد رشاد المقيدة الأرجل والممسك هو بلجامها وهو جالس القرفصاء تحت رأسهاالمنتشية بفعل الإحماء الغريزى، يدعك أذنيها وشعر رقبتها وهى هادئة ساكنة مستقرة فى توقع انتشاء المواقعة من حصان صلاح ابن محمد بهجات ، وعلى غير عادتها الجامحة الشرسة ، بينما راحت تفتح فكيها وتغلقهما فى انتفاضات شبقية ،و لعابها يسيل من فمها خيوطا ، وذيلها المنتصب لأعلى يكشف ما بمؤخرتها منتفخا على غير عادته ، ينقبض وينبسط على سائل تجمع كدموع غليضة أسفله ، وعاد صلاح يهمس فى أذن حصانه ويطبطب على رقبته وقناة ظهره بمودة بالغة واستعطاف رفيف ويغمز من لجامه بحنو لتهتز لها رأس الحصان المتجهة نحو مؤخرة مهرة السعيد رشاد. فيعاود الحصان دفن رأسه بين فخذيها صاعدا ببوزه ومنخاره لأعلى المؤخرة .فترتعش شفته السفلى فوق أسنانه ، ويحمحم ويجفل بعيدا عنها ،فيعاود صلاح غمزلجامه للأمام محفزا ومطمئنا ومشجعا ،بينما حمحمت وصهلت خيول أخرى بالساحة مربوطة إلى عرباتها أتى بها أصحابها مساندة ومباركة ، طرد صلاح تنهيدة من جوفه تنم عن فراغ صبره . لما أفلحت الشمس فى التسلل ، وبان التماع النوافذ المبللة بالصقيع وذؤابات العيال الصغارالمترقبين وصحابته المقرفصون أمام خيولهم،و بينما كانت هى تقوم بفعل الانقباض والانبساط من الخلف تحت ذيلها المنتصب وحركة أشداقها التى تسارعت ،فاجأ الحصان المتورم الركبةالجميع ، واعتلى ظهر المهرة المستكنة ، وبروز غليظ من بين خلفيتيه أسفل بطنه مصوب فى اتجاه صحيح ، فزعق صلاح ابن محمد بهجات منتشيا وهو يدعك كفيه

: _ ؛؛الله أكبر .. الله أكبر .. صل على النبى .. شد ياواد شد .. ياللا يابركة؛؛
انتفضت مؤخرة حصانه انتفاضات سريعة متلاحقة، وهم السعيد رشاد يأخذ رأس مهرته فى صدره ويحيطها بذراعيه ، ساعتها سقطت بجور قدميه من السطح المجاور دجاجة دائخة ، كانت تضرب بأجنحتها تراب الساحة، وقد استرعى انتياه الملتفين حول السعيد ومهرته امرأة رمت بصدرها إلى الجدار الذى يلف سقف دارها بأعلى ، متدلية الرأس ، غائبة تماما عما حولها حين كانت تتابع مايجرى أمامها بتلصص ، فتغامز العيال متضاحكين مهرولين نحو مدرستهم ، ودبت حركة نشطة بالساحة حينها ، ولما كان بعض من رجال يهيئون عرباتهم وخيولهم للمغادرة ، كان صلاح يحتضن رقبة حصانه منتشيا باسم الوجه ، والسعيد رشاد يسكب ماءا باردا من علبة سمن قديمة فارغة فوق مؤخرة مهرته.و تتحول حمحمات الخيول الأخرى إلى صهيل ، والشمس كانت تملأ الساحة

ليست هناك تعليقات: