بين باريس وبابل
لطفية الدليمى تظل الحاضرة أبدا
المحن المتوالية فى البدء والمنتهى
وحيث المنفى أشد قسوة
منذ شهر تقريبا استضافنى الصديق محمد الهانى المذيع المتالق باذاعة مونت كارلو الدولية . ضمن مجموعة من المثقفين العرب ، وكان الحوار بالحلقة الخاصة من برنامج ( ضيف اليوم ) عن الكاتبة الروائية العراقية الكبيرة لطفية الدليمى . عن دورلاها فى إثراء المشهد الثقافى بالعراقى قبل وبعد
احتلال هذا البلد البالغ التاثير فى الثقافة والابداع العربى على مر التاريخ .
وكنت قد ابلغت صبيحة يوم اجراء الحوار معى عبر الهاتف بصوت الصديقة الكبيرة لطفية الدليمى ينبئنى بخبر لعل مرارته برغم نبرة الارتياح التى كانت تفوح من ثنايا صوتها ، أنها قد حصلت على حق اللجوء السياسى فى باريس ، وبقدر ما أسعدنى الخبر لكونها واحدة من الثروات القومية العربية فكريا وأدبيا وقد نجت بعنقها من دولاب الذبح والقتل الدائر الان ببلاد الرشيد ، لكونها واحدة من المطلوب رؤوسهن جزاءا على دورها فى إثراء الوجدان والعقل العربى فيما سبق قانون الاحتلال وإفرازاته ، بقدر ما أزعجنى أن يختنق هذا الدور والتاريخ الذى ظل متألقا لأكثر من ثلاث حقب من الزمان ببغداد ومؤسساتها الثقافية ، فيما كانت تحتضن أسماء عربية واعدة بين صفحات مجلاتها ومطبوعاتها ، وكانت السيدة الرائعة لطفية الدليمى قائمة على رأس واحدة من هذه المؤسسات ، وكثيرا ما ساندت الحاملين مشاريع ابداعية أو فنية أو فكرية من أمثالى دون ضغود أو رغبة منها فى إعلان ولاء ما لفكرة ما وتوجه ما كما كان سائدا حينها
وعقب زواج ابنتى الكبرى نهاية الشهر الماضى ، وكانت تتابع أخبار العرس لحظة بلحظة من منفاها الإجبارى بباريس ، اخبرتنى أن جماعة من أصدقاء ومريدين يقومون على حملة من الاحتجاجات والاعتصامات من أجل دفع حكومة العراق التى تساهم بشكل ما فى عملية التهجير الاضطرارى للأدمغة والعقول والخبرات العراقية الفاعلة والمنتجة إلى خطر استهداف منزلها ومكتبتها الخاصة التى تشكل شهادة رمزية على حقبة وفترة من التاريخ العراقى على وجه الخصوص والعربى بشكل عام
وكنت قد حاولت التوصل إلى ملامح الحملة وذلك من خلال الاتصال بصديقى الكاتب والمخرج المسرحى والناقد العراقى الزميل دكتور محمد حسين حبيب فى بابل العراقية التى تحظى باهتمام اعلامى خاص فى الفترة الأخيرة الذى أخبرنى بتفاصيل البرنامج الثقافى الأسبوعى الأخير، والذى حل هو ضيفا به كواحد من المخرجين والنقاد المتابعين لانتاج الكاتبة الكبيرة والمتعاطفين مع أزمتها عربيا مثلى، وحسب قوله ، أنه قدم ( قراءة درامية في نصوص لطفية الدليمي السردية ) وبحضور عدد كبير من مثقفي مدينة بابل وادبائها .
وفي معرض حديثه بين د. حبيب الى ضرورة التوقف عند ظاهرة هجرة او تهجير الادباء والمثقفين العراقيين والامعان في الظاهرة وخطورتها مستقبلا على واقع الادب والثقافة العراقية ..مطالبا الجهات ذات العلاقة الانتباه لمثل هذه الظاهرة الخطيرة والحد من تفاقماتها المستقبلية ..ومثاله على ذلك هجرة الكاتبة والروائية العراقية لطفية الدليمي مؤخرا بسبب الظروف الامنية القاهرة ..
وقد اوضح لى ان امسيته إنقسمت الى محورين : الاول منه المحور الاحتفائي بكاتبة وروائية كبيرة عراقية عربية وهي ( لطفية الدليمي ) لجهودها الابداعية في القصة والرواية والترجمة والمقال والبحث .. حيث استعرض السيرة الابداعية لها والتي بدأت منذ عام 1970 م ولحد الآن وهي ما زالت تواصل مسيرتها الابداعية الكتابية لا سيما وهي الان في حاضنة الالم والغربة حيث اضطرت مؤخرا الى مغادرة بلدها العراق نتيجة الظروف القاهرة التي يمر بها ا برمته .. والمحور الثاني محور نقدي توقف فيه عند ابداعات الكاتبة النصية الجديدة .
وكانت لطفيةالدليمي قد بعثت بكلمة من منفاها الحالي باريس وأرسلت لى نسخة منها للاطلاع قبل إرسالها، و خصت بها ادباء ومثقفي بابل وكانت هي مفتتح الامسية حيث قرأ د. حبيب نصها كما أنبأتنى مسبقا وجاء فيها :
" نعم انتم يا اهلي واحبة الابداع من يسترد نصي وكلماتي , ويعيد لابنة سومر
صباحات الآس واالاقحوان الملكي, ويومئ لاحزاني بتلويحات محبة عالية..
كل ما انجزته في سنوات الكد وعزلة الكتابة كان يستقي نضارته ومادته منكم ومن زمننا
الفادح بكل خساراته ودموعه ومباهجه النادرة, وكانت اعمالي وتبقى تمد
مجساتها الى آبار بابل او تنقب في معابد اور واوروك او ترتقي قمة برس نمرود ,
دون ان تغفل حاضرا نحياه مجازفين بما ملكت ارواحنا ونحن ننقل الخطى بين حروب وكوارث
وفقدانات وومضات نادرة من سلام مهدد..
انا ماغادرت شارع الموكب ولا معبد ننماخ ولا بوابة عشتار قط , و لو بحثتم عن انفاسي سوف تجدونها تتردد في أروقة القصر الجنوبي لنبو خذ نصر او عند سلالم معابد القمر في اور او عند معبد التقدمات في دور كاليكالزولم اذهب بعيدا عنكم وعن بابل , سوى اني جازفت وحملت جسدا تناهبت اجرافه الحروب والارهاب والاحتلال ولذت بمدينة قبلتني لاجئة مؤقتة في رحابها الانسانية والثقافية , حين عزت عليّ الحياة في بلادنا المستباحة واهدرت دمي وكلماتى قبائل الظلام , و إستحال حصولي على ملاذ في بلاد العرب ,فأويت الى ظل تمثال الحرية
الشاخص عند احد جسور باريس , و تناوبتني ممرات الحي اللاتيني وطرقات الكوليج دوفرانس
حيث كان رولان بارت يلقي محاضراته في ملذات الكتابة وتداولتني مقاهي الارصفة حيث
تقول الحياة مفرداتها كل صباح , باقداح قهوة وصحف وحوارات, وترددت بي خطاي الى
كاتدرئيات الفن والمكتبة العظمى التي ابكتني وانا ازورها بعد تدمير شارع المتنبي , تذكرت مكتبات سيبار وبابل ونينوى , ومكتبات بغداد التي احرقت ونهبت , ومتحف العراق الذي دنسه
ونهبه اللصوص والغزاة, وتخيلتني في صرح بغدادي مماثل فيما سياتي من زمن العراق بعد اندحار الجهالة والاحتلال ورايتكم انتم جميعا هناك في فضاء الغد , تشيرون الى سماوات من إبداع وارض يعمرها الحب وترتادها مركبات السلام
قلت لباريس لن تبهرني كل عظمتك فانا آتية اليك مثقلة بارث عظيم من التراث الرافديني بملاحمه ونصوصه وقوانينه, لن انسحق تحت جبروت الثقافىّ المهيمن لانني احمل على
اكتافي تاريخ المعتزلة والمتصوفة وابن رشد والكندي , قلت لباريس انا حاملة بغداد في نظرتي
ورجفة دمي وهي التي توازن خطواتي بين صروحك البهية وبين ازقة الرصافة واواوين بيت
الحكمة . ساحاول ان اقدم لك ما يسعني من ثقافة العراق وآخذ منك ما يعزز حداثة الرؤية في
ثقافتنا وهكذا تتعادل كفتا الميزان بين ثقافتين ا حيا في فضائيهما الروحي والواقعي..
سلاما لكم يامن تستعيدون ابنة بابل من تشردها في الجهات , سلاما لبابل والعراق ولبغداد كل دموع الليالي الحزينة في وحشة اللغة وفقدان الوطن .. " .
وأظن أنهم هناك ببابل كما بالعراق وبالوسط الآدبى العربى بشكل عام يعون الملامح الدرامية في نصوص الدليمي لاسيما نصوصها الاخيرة وهي من النصوص المفتوحة وربما عصية على التجنيس الادبي المعروف وهذا ما هو معروف ايضا عن كتاباتها القصصية ومنذ بداياتها الاولى ولابد من التاني والحذر الشديدين في نقد وتحليل مثل هذه النصوص الشعرية السردية والموسيقية ايضا والحاوية على متنها الموضوعي الخاص وفق فكرة معمقة شاملة للحدث الاكبر موضوعيا ومنضبطة لتفصيلات ذلك الحدث الدرامية قصصيا ونصيا وبشكل انفتاحي كبير على الاخر المتلقي . ومن هذه النصوص
خطاب الدم او خطاب الجمال / بغداد في زوالها / اين انت ياوطني ؟؟ / ساعتان بعد التقويم / عراقيون مع وقف التنفيذ / ما الذي تبحثون عنه في بيت الكاتبة ايها المارينز ؟ / حفل شاي لابن رشد / شاي سوناتا الخريف / بيت الشاي اللاتيني : صحبة جان كوكتو / شاي الساعة الخامسة مع الغجر السيغان / شاي عند معبد دلفي / من كتاب الفاجعة امهات مائيات شبه دجلة / ..
وهناك صعوبة التعرض لجميع هذه النصوص في استعراض محدود
لقد كانت اول عذابات الكاتبة الكبيرة لطفية الدليمى منتصف السبعينات لحظة احراقها لكتب زوجها المعتقل انذاك ... وان عذابها الاكبر الان هي الغربة التي تعانيها حاليا والتي اضطرت اليها كما اسلفنا .. حيث منفاها المؤقت باريس .
وهناك اصرار عام فى الوسط الثقافى العراقى بداخله وخارجه إلى التنبيه للمحنة المزدوجة التي تعانيها كاتبة مثل لطفية الدليمي .. الغربة اولا .. وقلقها على محفوظات بيتها وعلى بيتها نفسه . ، ولابد من خلال منبر كصحيفة القاهرة المبادرة دوما لهكذا مواقف من تحشيد حملة اعلامية تضامنية مع الكاتبة مؤازرة لها في غربتها وتحقيق كافة حقوقها الشرعية في مطاليبها من قبل مؤسسات الدولة العراقيةالمعنية ذات العلاقة .
***********************************
نموذج من نصوصها الأخيرة
ما الذي تبحثون عنه في بيت الكاتبة
ايها المارينز؟؟
آب 2006
عندما غادرت بيتي الى عمان حاملة حقيبة فيها احتياجات اسبوع من العيش في حياة مبددة
كنت ادرك ان لاوطن لامثالي , فالوطن صار مفردة مراوغة , تمنح نفسها لمن يملك سلطة
او سلاحا او حزبا او ميليشيا او ارتباطا ما بالموت او الابادة
الوطن ليس لامثالنا , لان التسميات انزاحت عن مدلولاتها وفارقت معانيها.
ولاشيء لي قط في اي وطن لانني روح هائمة في الكون على جناحين من كلمات وموسيقى
قد احط في ارض مثلجة او سهول اسيوية اومدينة غامضة او البث معلقة في ذمة الوقت
لاوطن لي , ومع ذلك يبحثون في بيتي عن وطن ينسبونه لعذابي , وبلد يحيلونني لكوارثه..
مع اننىشفيت من عشق ارض لاتقدم لنا غير موت مقسم على االجميع بعدالة فاسدة..
ترى ما الذي يبحثون عنه في بيت محتشد بالكتب والمجلدات والاحلام المتهاوية؟؟
ما الذي يوجد في بيت كاتبة مثلي غير اساطير الحضارات وحكايات العصور وشطحات المخيلة ؟؟
كاتبة افنت عمرها في عشق الجمال والتبشير بالمحبة والاحتفاء بما ابقته ذاكرةالطين والواح نساخي سومر , وما علق بذاكرة الريح من المعتزلة واهل الكلام , وما
خلفته وهجات الصوفية وشذرات الحكمة وتوليدات العقل في الذاكرات ..
ما الذي تكنزه هذه المرأة في غرف بيتها؟؟
حتما هناك كل مايشير الى الحياة وتجليات الجمال , ومؤكد ان خزانات بيت الكاتبة لن تضم غير الكتب والطرف والذكريات العابرة ومرارة الحروب و غصص الراحلين واحلام القانطين المحنطة في رسائل وروايات وقصائد..
ولن ترى في غرفه غير اقراص الموسيقى , ولن تتناثر على مناضده غير اوراق المسودات ومشاريع قصص وروايات ونصوصا ومسرحيات و زهورا جفت عناقيدها تحت وطأة العطش في بلاد نهرية لاماء فيها لظاميء ..
الاجلِ ِ هذا حطمتم بالبنادق والركلات ابواب البيت المنطوي على سره واسرارها؟؟
ام لغير هذا نثرتم كراساتها وشالاتها والقمصان وحطمتم المرايا واحقاق العطور , واخترقتم صمت الغسق الاسيان في شرفاتها ؟
الهذا اطلقتم النار على اللوحات والمصابيح والاصداء ؟؟
هناك بدل اسلحةالموت - ايها السادة المتحضرون - ا لبيانو ا لاسود ا لسادر في صمته , رصت عليه مصادر وموسوعات, وهناك بدل صور السياسيين العاطلين عن الحكمة ممن دمروا عالمها واغتالوا ماكان يسمى - وطنا –هناك اعمال فنية وبعض منحوتات من خزف وكريستال
هشمتها احذيتكم وبنادقكم واحالتها نظراتكم الى رماد..
هناك لوحة للالهة ليليث تشهر سلطة الانثى بعري حقيقتها على مديات الكون, وتجثم بومتان على جانبيها رمزا للحكمةالتي غدت بكماء في هذا الزمان ,بينما تحجر نساء البلاد في حظائر التحريم او في اقبية الخطف او وراء اسوار المدن معروضا ت لنخاسي العصر
العربي السعيد..
فما الذي يبحثون عنه في بيت الكاتبة الذي هجرته لقاطعي الطرق والرؤوس؟؟ا
هناك لوحة لكبش سومري تعلوه رموز الخصب وعلامات الالهة الغاربة , كبش يفتدي ذبيحا , والبلاد تنوح على مئات الالاف من بنيها المذبوحين ,
هناك اكف مرقومة بالاسود والاحمر على اللوحات وبينها تعاويذ من اور واوروك تصد الشرور عن الزمن التالي اذا قيض له ان ياتي على درب معبد بالضحايا, في بلاد لاتجيد سوى اطلاق النار على المستقبل ..
هناك تعويذاتها من افراس البحر الخزفية والحقيقية التي جففها الصيادون على شواطيء سوسة وسيدي بوسعيد معلقة على الجدار ومسمرة في انتظار لحظات حظ قادمات ..
هناك الاناشيد الصوفية محفوظة في الاشرطة , هناك الكونسيرتات واغاريد فيروز وفرقة الانشاد والترجمات الثماني لملحمة كلكامش وشريط بصوت عابد عازارية يرتل الملحمة آية آية
هناك الف ليلة وليلة والجاحظ وابن عربي والتوحيدي وابن رشد وابن خلدون والوردى والرصافي و هؤلاء لن يستطيع احد اغتيال اصواتهم بالرصاص او القصاص..
هناك في بيت الكاتبة ممرات محتشدة بالموسيقى التي تصبرت اصواتها في الصمت الراجف.. ,وهناك قصائد الشعراء الموتى والاحياء , هناك اغنيات الحب الشجية وترانيم اينانا ربة الخصوبة والحب مرقومة على الواح اللازورد او مطرزة على قمصان الكتان..
هناك شجرة الياسمين التي لابد ذوت على اكتاف المساء , وهناك كتب الاصدقاء الممهورة بتواقيعهم وهناك حقيقة الصفر المطلق التي توازي احتمالات الوجود البشري في عبثيتها..
هنك شجيرات الجوري الحزينة و زنابق النهار والفل والغاردينيا تقول الموت وتبوح بالظمأ الصيفي في جفافها تحت وابل من قنابل ورجوم..
وفي بيت الكاتبة تذكارات من رحلاتها الى بلدان لم تتحول بايدي مواطنيها وغزاتها الى مقابر,
وفي غرفة الكاتبة ادراج محتشدة بهيئات عشتار المبجلة ودمى الطين الخصوبية و اناشيد العشاق وتقاويم المباهج المحظورة واحلام ا لوصول الى مرتقيات النجاة..
..وهناك مسودات عن الكوارث العشر التي وصمت خمسا من عقود زمن البلاد..
فما الذي تبحثون عنه داخل حاسوبها؟
اثمة مدافع ترسل حمما من آيات الحب ؟؟
اثمة دوشكا تطلق عصافير الامل؟؟
اهناك مسدسات لاعلان الجمال على الملآ؟؟
اهناك راجمات لقول الانسانية في محنتها؟؟
ما الذي يوجد في حقائبها المهجورة؟؟
قصاصات ورق ؟ ارقام هواتف؟ رماد احلام؟؟ صور غائبين التهمتهم غيلان الفتك ؟؟خواتم من شجر الكهرمان؟؟ اختام من صلصال الاسلاف؟؟ خرزة من عقود( بو آبي) ملكة اور
المضحى بها؟؟ بطاقة التموين التي ادرجت فيها اسماء كوديا و المأمون وابي العتاهية جوار اسمها ؟؟ عناوين اشخاص للاتصال بهم اذا ما تعرضت الكاتبة للقتل في صباحات الموت او ليل المجازر..؟؟
خذوا كل شيء .. فلاشيء لي في هذا الوطن الممسوخ حاضره والمحظور مستقبله..
وما عدت املك له غير الرثاء وبعض مرارة الحيف..
.خذوا تذكاراتي وذاكرة الالام المؤبدة . فاني ابتكر لي اليوم ذاكرة اخرى ..
خذوا اللوحات والمقتنيات فهي لاتعني لي اكثر من اشباح لذلك الزمن الخاسر , فقد ربحت نفسي لانني لست منكم ولا شريكة لكم في وليمة االتجهيل والغاء العقل وتبديد الحياة...
خذوا الكتب والمجلدات فانها تقيم في ذاكرات الدنيا . خذوا الانغام والسمفونيات فان لي موسيقاي الحية التي تولد كل ليلة لي وحدي..
خذوا كل شيء فانا لااؤمن بالامتلاك لانني بسواه اكون وابقى..
خذوا التاريخ فكله زيف وتلفيقات رواة ولكنكم لن تطالوا تاريخ غدي ..
خذوا البيت ياسادة العالم المتحضر انتم ومن معكم - فقد اصبح الفرار بيتا مترحلا لالامنا وضياعنا..
.ولكنكم لن تنجحوا فى ملاحقة الحب واخراس الموسيقى وقتل الافكار التى تفيض الى الجهات وتراوغ كمائن الموت المباح..
الا قولوا لي اخيرا : ماذا وجدتم في بيت الكاتبة غير الحياة ؟؟
اكنتم فعلا تبحثون عن الحياة لتردوها قتيلة آخر المساء؟؟