متى يستوفى الحوار شروطه؟
الاتفاق رغم الاختلاف
الاتفاق رغم الاختلاف
ابراهيم جادالله
الراصد لمجمل معطيات الحياة الغقلية العربية ، لابد وأن يستوقفه أشكال الحوار القائم بين العديد من المثقفين العرب ‘ على اختلاف مناهج الرؤية والتفكير والانتماء الفكرى والعقائدى ، وأبرز مثال على ذلك ، هذا الحوار الذىكان افتتحه الصديق د. أحمد راسم النفيس الطبيب والقطب الشيعى البارز فى مصر ، انطلاقا من موقع وانتماء مذهبى وفكرى وسياسى ، والذى تناول بعض طروحاته التى دارت حول التشكيك او التصحيح لبعض ممارسات الكتابة التاريخية عن البطل التاريخى صلاح الدين الأيوبى ، بعض من مثقفين وكتاب وهواة بالطبع ، وأصدقكم القول أنى لم أكن معنيا من قريب أو بعيد بهذا الاشتباك ، سواء فى دلالاته الفكرية أو المذهبية ، أو تحققاته التاريخية ، معتمدا على وجهة نظر خاصة ، صاغها الصديق الكبير صلاح عيسى فى اختتام هذا الاشتباك بالعدد268 مكمن صحيفة القاهرة فى 4اكتوبرمن العام 2005ب ( طقش الأدمغة ) ، ولأنى اريح دماغى كثيرا هذه الأيام ، خاصة من أمور تبدو للبعض مصيرية ، وأراها عابرة وهامشية ، وخوفا من ال( طقش ) الذى لاتحتمله رأسى المحشوة بآثار ارتفاع ضغط الدم ، والتى حذرنى منها الصديق الدكتور أحمد النفيس نفسه ، فقد بنيت تصورا إجماليا عن حالة فقد الشروط الموضوعية للحوار بشكل عام، فالحوار يظل وفق الشروط الموضوعية هو الوسيلة الأكثر فاعلية للوصول إلي الأهداف المنشودة، وإذا تباعدت الشقة بين من لا تجمعهم عقيدة ولا لغة ولا وطن، فإن من تجمعهم العقيدة واللغة والوطن هم الأكثر قرباً من الاتفاق علي النقاط المشتركة، وذلك أن نقاط الاتفاق هي حتماً أكثر من نقاط الاختلاف التي غالباً ما ترتبط بالتاريخ دون أن تمنح الواقع الراهن ما يستحقه من مراعاة لظروفه وملابساته، ولحتمية التغيير التي تفرضه معطيات هذا الواقع.
ولا شك أن الخلافات المذهبية هي الأشد ضراوة في إشعال نار الفرقة والتناحر، ومحاولة الانتصار لقضايا هامشية لا تمس الثوابت ولا تجتريء علي العقيدة، ومع ذلك تجد من يحتضنها لتفرخ حقداً، وتنتج كراهية، وتفرز من الضغائن ما يمكن تجنبه بالحكمة والموعظة الحسنة، وتجاوزه بالحب والتآلف، لتشكيل جبهة وطنية صلبة يمكنها أن تقف في وجه التحديات، وتصد كل التيارات المعادية التي تحاول النيل من الوحدة الوطنية، أو تشوه العقيدة بادعاءات باطلة، واتهامات تتنافي مع دعوة هذه العقيدة للمحبة والأمن والسلام.
والتعصب المذهبي هو الأكثر خطورة علي تكاتف المجتمع وتآزر أفراده، وإذا ظهرت بوادره أصبح فعلها فعل النار في الهشيم، لا تبقي ولا تذر، لأنها تأتي علي الأخضر واليابس، فلا تبقي منهما شيئاً، وبذلك تعرقل حركة التنمية القائمة أصلاً علي جهود كل أبناء الوطن علي تعدد طوائفهم ومذاهبهم، دون إقصاء لفئة ما، أو منح الحظوة لفئة ما، فالكل أمام المسؤوليات سواسية، فالحقوق تتساوي مع الواجبات ودون تجاوز أو استثناء، وإذا كان الاختلاف في الرأي حول بعض الأمور مقبولاً، فإن الخلاف لا يمكن قبوله في أي حال من الأحوال، بل إن الاختلاف مطلوب لتجنب أحادية التفكير في المسار التنموي.
أن تكون الألفة سائدة بين المذاهب في الماضي فهذه هي الحالة الطبيعية التي لا غبار عليها، لكن الغريب أن الخلاف بدلاً من أن يتلاشي مع مرور الزمن، نراه يبرز ويتفاقم خطره مع مرور هذا الزمن، نتيجة بعض المستجدات التي تشعل الجمر الكامن تحت الرماد، وعقلاء الأمة وقادة التنوير فيها هم المناط بهم قطع دابر أي خلاف مذهبي يؤدي إلي إضعاف المجتمع، وإشغال أفراده عن المشاركة في التنمية الوطنية، والعمل علي تحقيق التضامن بين أفراد الأمة، بل ان أول ضحايا الخلافات المذهبية هو العمل الاجتماعي نفسه، عندما تضع فئة ما مسؤولية هذا العمل الاجتماعي علي الفئة الأخري، أو عندما تنفرد فئة ما بهذا العمل وتحجب سواها عنه.
التعصب المذهبي المؤدي إلي أي نوع من أنواع الخلاف مصيره حتماً إلي زول، لأنه لا يقوم علي أساس صحيح ما دام الاتفاق علي الثوابت قائماً وراسخاً بين جميع الأطراف، و بالتالي فإن هذا التعصب يمكن تجاوزه بالحوار الذي يزيل ما رسخ في الأذهان من أحكام ربما لا يكون لها أساس، أو ربما هي مبنية علي موروث شعبي أضاف له الجهل الكثير من التصورات البعيدة عن الواقع، ولا يمكن أن ننسي ما قد يتركه الشعور بالعزلة لدي بعض الفئات من تراكمات يسهم التاريخ في تجذيرها كلما زادت تلك العزلة وطال أمدها، وبذلك تسبب هذه العزلة اتساع الهوة بين أفراد المجتمع الواحد، بدل توشيج العلاقة الحميمة بين أفراد هذا المجتمع، وأخطر ما في الأمر أن تزول أسباب الخلاف الأساسية ويبقي الخلاف قائماً، لأسباب أخري منها عدم وضوح الرؤية، والخلط بين الثابت والمتغير، والشك الذي لا يسنده دليل، وربما سوء الظن الذي لا يقوم علي أساس صحيح.
وتزدهر الثقافة عندما يسوده الوفاق رغم الاختلاف- وليس الخلاف- حول بعض الأمور، وعندما يقف أبناؤه صفاً واحداً في وجه الأخطار التي تهدد أمن وسلامة الوطن، وتسيء إلي صورته المشرقة والراسخة في أذهان الجميع.
ولا شك أن الخلافات المذهبية هي الأشد ضراوة في إشعال نار الفرقة والتناحر، ومحاولة الانتصار لقضايا هامشية لا تمس الثوابت ولا تجتريء علي العقيدة، ومع ذلك تجد من يحتضنها لتفرخ حقداً، وتنتج كراهية، وتفرز من الضغائن ما يمكن تجنبه بالحكمة والموعظة الحسنة، وتجاوزه بالحب والتآلف، لتشكيل جبهة وطنية صلبة يمكنها أن تقف في وجه التحديات، وتصد كل التيارات المعادية التي تحاول النيل من الوحدة الوطنية، أو تشوه العقيدة بادعاءات باطلة، واتهامات تتنافي مع دعوة هذه العقيدة للمحبة والأمن والسلام.
والتعصب المذهبي هو الأكثر خطورة علي تكاتف المجتمع وتآزر أفراده، وإذا ظهرت بوادره أصبح فعلها فعل النار في الهشيم، لا تبقي ولا تذر، لأنها تأتي علي الأخضر واليابس، فلا تبقي منهما شيئاً، وبذلك تعرقل حركة التنمية القائمة أصلاً علي جهود كل أبناء الوطن علي تعدد طوائفهم ومذاهبهم، دون إقصاء لفئة ما، أو منح الحظوة لفئة ما، فالكل أمام المسؤوليات سواسية، فالحقوق تتساوي مع الواجبات ودون تجاوز أو استثناء، وإذا كان الاختلاف في الرأي حول بعض الأمور مقبولاً، فإن الخلاف لا يمكن قبوله في أي حال من الأحوال، بل إن الاختلاف مطلوب لتجنب أحادية التفكير في المسار التنموي.
أن تكون الألفة سائدة بين المذاهب في الماضي فهذه هي الحالة الطبيعية التي لا غبار عليها، لكن الغريب أن الخلاف بدلاً من أن يتلاشي مع مرور الزمن، نراه يبرز ويتفاقم خطره مع مرور هذا الزمن، نتيجة بعض المستجدات التي تشعل الجمر الكامن تحت الرماد، وعقلاء الأمة وقادة التنوير فيها هم المناط بهم قطع دابر أي خلاف مذهبي يؤدي إلي إضعاف المجتمع، وإشغال أفراده عن المشاركة في التنمية الوطنية، والعمل علي تحقيق التضامن بين أفراد الأمة، بل ان أول ضحايا الخلافات المذهبية هو العمل الاجتماعي نفسه، عندما تضع فئة ما مسؤولية هذا العمل الاجتماعي علي الفئة الأخري، أو عندما تنفرد فئة ما بهذا العمل وتحجب سواها عنه.
التعصب المذهبي المؤدي إلي أي نوع من أنواع الخلاف مصيره حتماً إلي زول، لأنه لا يقوم علي أساس صحيح ما دام الاتفاق علي الثوابت قائماً وراسخاً بين جميع الأطراف، و بالتالي فإن هذا التعصب يمكن تجاوزه بالحوار الذي يزيل ما رسخ في الأذهان من أحكام ربما لا يكون لها أساس، أو ربما هي مبنية علي موروث شعبي أضاف له الجهل الكثير من التصورات البعيدة عن الواقع، ولا يمكن أن ننسي ما قد يتركه الشعور بالعزلة لدي بعض الفئات من تراكمات يسهم التاريخ في تجذيرها كلما زادت تلك العزلة وطال أمدها، وبذلك تسبب هذه العزلة اتساع الهوة بين أفراد المجتمع الواحد، بدل توشيج العلاقة الحميمة بين أفراد هذا المجتمع، وأخطر ما في الأمر أن تزول أسباب الخلاف الأساسية ويبقي الخلاف قائماً، لأسباب أخري منها عدم وضوح الرؤية، والخلط بين الثابت والمتغير، والشك الذي لا يسنده دليل، وربما سوء الظن الذي لا يقوم علي أساس صحيح.
وتزدهر الثقافة عندما يسوده الوفاق رغم الاختلاف- وليس الخلاف- حول بعض الأمور، وعندما يقف أبناؤه صفاً واحداً في وجه الأخطار التي تهدد أمن وسلامة الوطن، وتسيء إلي صورته المشرقة والراسخة في أذهان الجميع.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق