ما أجمل الأنا لك يابغداد

ما أجمل الأنا لك يابغداد

الأربعاء، 26 سبتمبر 2007

إرادة


إرادة
مريم محمود العلى

أمسك بيد ابنتي الصغيرة ( ترانيم ) نسير معا على الطريق ...إلى أين ؟؟
لست أدري ؟؟؟؟؟؟
تتراكم سنين من القهر والألم تبعث في النفس المرارة لم أنجبتها ؟؟؟؟؟؟
وهل حقا غصبا عني ؟؟؟
لا لاشيء مجبر عليه المرء في هذا العصر 0عصر العلم والمعرفة كيف ؟؟..مستحيل !
بعيدا عن إرادة الله عز وجل .. التي تزرع في نفوسنا الاستسلام للأقدار والإيمان أن كل شيء مكتوب في لوح محفوظ
*************
يدا بيد نتابع الطريق لكن الصغيرة تحاول أن تفلت يدها من يدي
نحن مسيرون بإرادتين ...الإرادة السياسة ..والإرادة الاجتماعية تصرخ الصغيرة ...بعد أن آلمتها أرخي أصابع يدي ...تصمت
لماذا أسميتها ترانيم ؟؟؟؟
تقطع تفكيري قائلة : ماما خذيني إلى المدرسة
ماذا تريدين أن تتعلمي ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ترديد الشعارات المزيفة ...أم قراءة التاريخ الكاذب ؟؟
ما الذي تعلمناه نحن ؟؟؟
أن نناضل من أجل الحرية ؟؟(الحرية شعار أطلقه الفلاسفة ليكون للنضال هدفا وللحروب سببا .)
تعلمنا من أجل الحرية ... كتبنا لها ...عدونا وراءها ..لكننا لم نصل حتى الآن إليها
أشياء كثيرة تغدر بنا ...ونتناساها من أجل الحرية لا ..لا تبكي يا صغيرتي سأترك يدك ...لكن لا تبتعدي ...الطريق خطرة طفلة أخرى أسمع صوت بكائها يخترق أذني تطلب ثدي أمها التي تزوجت بالأمس بعد أن نالت حريتها من زوجها الأول
خيار الأهل ...وخيار الآخرين لنا يفسد حياتنا
ويجعلنا نغتال البراءة ...ونتحدى إرادة المجتمع إلى حين
فنستمتع بالحصول على الحرية التي ننشدها
ليس لها الحق أن تربيها في بيت رجل آخر غير والدها
القانون يسمح للجدة باحتضانها .. ستراها كلما زارت أهلها
- ما أسعدنا عندما نختار بحرية ما نريد
تحملها خالتها بين زراعيها وتسير بها في محاولة إسكاتها لكنها تزداد بكاء .
- ترانيم تعالي اقتربي مني
أعود وأمسك بيدها ..تحاول ان تفلتها مني لكني شددت عليها وعندما بكت أرخيت أصابعي قليلا
لم أصدق أن أما ترضع طفلة زوجها وتفطم ابنتها التي لم يتجاوز عمرها السبعة أشهر
قالت : هذه الطفلة لي وتلك لأهل زوجي
- هل تعلمين أن اللبن تدفق من صدري لأني امرأة حنونة جدا
ما أغزر نبع الحنان هذا ... عندما نحرم من أطفالنا نمنحه لأطفال آخرين حرموا من أمهاتهم
كيف تكونت لديها هذه القناعة ؟..أهذه مشاعر الأمومة ؟؟!!
أم تراها استوعبت عواطفها ؟
معادلة اجتماعية لم أفهمها..أي نوع من الحرية حصلت عليها تلك المرأة جعلها سعيدة بحياتها الجديدة ؟!
انتبهي يا بنتي .. لماذا تصرين على أن تتركي يدي ..أشعر بالأمان وأنا أمسك بها
الطريق طويلة ..ومزدحمة ... احذري
اجذري الإرادة الاجتماعية أن تغتال عواطفك وانفعالاتك وطموحاتك وترسم لك معالم الطريق كما تهوى وتشاء
واحذري الإرادة السياسية الملتهبة . أن تزرع في نفسك الخنوع والاستسلام
..إنها طوفان يجرفنا إلى حيث لا ندري
تياراتها تلعب بنا كيفما تشاء وحيثما تريد لماذا أسميتك ترانيم ؟؟؟؟؟؟؟؟
لست أدري

ليست هناك تعليقات: