ما أجمل الأنا لك يابغداد

ما أجمل الأنا لك يابغداد

الأربعاء، 13 يونيو 2007


























تجليات الروح الحلوة








لذراع شقيقي المبتورة وعذاب التذكر












(لا يخدعنكم صخبه الضاحك 0 فالقلب مليء بالحسرات والخيبات.)






**وكيف يطالع هؤلاء ما اختبأ خلف كلماته الفكهة وضحكاته المجلجلة ؟، وهم مابين صارخ يطلع صراخه المتألم من جوفه، وبين باك بمرارة على فقده جزءا هاما من جسده ، ذراعا أو ساقا أو ..؟






ما إن أفاق حسن من غيبة وعى مؤقتة بفعل المخدر ولمح أربطة بيضاء كثيفة تلف ما تبقى من ذراعه الأيمن حتى استعادت ذاكرته تماما ما حدث له منذ ساعات قليله . حين كان يقوم بدفع كتلة الشحم الصفراء الصغيرة بين الأسنان الحديدية لتروس ماكينة المياه المنصوبة على فوهة الترعة ،وكان محنيا بجسده الربعة فوق عجلتي التروس السوداء الغليظة وهي تصطك فى اتجاهين متعاكسين لحركة السيور العريضة التى تجر ساقية المياه ذات العيون الاثنا عشرة، ولم يدر بخلده أن تلك المهمةالتى قام بها لأكثر من عشرستكون الأخيرة0 لم يعد لتلك المهمة عدة خاصة ، لم يرتد لها ملبسا خاصا . لم يهيأ يوما لها بمهابة او حذر ، لعله لم يخشها أبدا بينهما حالة من النجوى الحميمة برغم أصوات دورانها الضاجة المقلقلة والمنفرة أحيانا لمن يقطنون بيوتا تجاورها ،عشق تلك السيور الجلدية وماكينة الديزل والتروس السوداء وسرداب الاسمنت الذي تنزلق فيه المياه ، والترعة الجانبية التي تمتليء بها فتفتح الغيطان أبوابها لها ليرتوى منها عطشها ، عشق حالات عصيانها وغضبها وتوقفها عن الدوران، عشق السهر بجوارها راقدا أو يقظا . صيفا أو شتاءا فهي باب رزقه الوحيد بعد أ ن سدت فى وجهه كل الأبواب ، وصعب عليه العيش وسط أخوة يقترب عددهم من العشرة متزوجون ويعولون ، ولم تؤت سفراته المتكررة إلي الأردن والعراق ثمارا ناضجة سوى بيت صغير كفاه وعياله شر الحشر وضيق المقام وسط أشقاءه وعيالهم الكثر . لكنه استرجع بشكل عفى أنها لحظة كالبرق خاطفة ، لايذكر شيئا أبدا مما حدث قبلها بلحظة مثلها ، لكن انزعاجه وفزعه وتخلخل العمر أمام عينيه هو مايذكره حين صاح ملتاعا بكل ما فى جوفه وأعماقه من صرخات استنجاد ببشر وحيوانات وطيور وكل كائنات خلقها الله : - آآآآآه الحقوني . حسن هيموت ياولاآآآد قال عن حاله انه سيموت من الألم . فالتروس الحديدية المسنونة فى العجلتين الدائرتين فى اتجاهين متعاكسين هرست كف يده اليمنى وفتت العظام فيها ، واختلط دمه بعظام التروس من الشحم حين كان يناوله لها . أآآآه ما أقسى هذا الشبه الذى راح يدخل برأسه، بشر تمد يدك فى أفواههم تطعمهم فيمدون أصابعهم فى عينيك يفقؤونها ، وتروس تشحمها كى لا تتآكل ويحنو ويلين دورانها فتلتهم ذراعك وتفجر دمك !! إ نك إ ذا أكرمت الكريم ملكته وإ ذا أكرمت اللئيم تمردأي تشابه مخز ومحزن هذا يابشر يا خلق الله ؟ لكنه استعاد من جديد نفسه من غيبةألم خلف تذكر مؤلم ، واستعاد روحه الراضية بالمقدور والمكتوب على الجبين ، وفرح بلطف ربه عند قضائه فيه ، ولما رأى عيونا كثيرة مسهدة تحيطه من فوق أسرة متناثرة حوله بالعنبر المستطيل فى المستشفى ، والتقطت أذناه تأوهات وصرخات متوجعة هنا وهناك حوله . درات عيناه دورات سريعة لم فيها كل شظايا الألم والتألم في العنبر الكبير،و دفع من فمه صوتا عاليا ساخرا ما يزال وغير مبحوح : - وحدووووه .... سكنت على إثرها كل الأصوات المتداخلة بين ألم وتثبيت وتسرية ، واللحظات لم تكن تسمع حينها سوى أبواق سيارات بالخارج ونداءات باعة وأحاديث بشر عالية النبرات ، أعجبته تلك الحالة ، وملأت نفسه زهوا ورضي ، ورسمت علي التو في مخيلته صورة أ نه سيد هذا المكان ومسيره، وتعالت البهجة فى داخله حين لمح الأعناق والعيون بمختلف هيئاتها تحيطه وتشرئب نحوه فقال: - ياجماعة صلو ع النبى . الواحد بيحمد ربنا إن دراعه هو اللى انقطع 0 أحسن من المحروس 0 لأنه لو كان جرى له حاجة كانت أم العيال تزعل أوى 00 هاااااااااااااا.ى.ولما لم تجلب ضحكاته حالة من ضحك مشابه كان يتوقع حدوثها فوق الأسرة المتناثرة ، برقت عيناه على اتساعهما ، وأحاط العنبر المستطيل بنظرة موجوعة آسفة ، بينما اندفع في بكاء محموم بالألم ، توافق مع نهنهات وانتحابات وشهقات من حلوق ينحشر فيها الحزن .




















ليست هناك تعليقات: