ما أجمل الأنا لك يابغداد

ما أجمل الأنا لك يابغداد

الأربعاء، 13 يونيو 2007

مقطع أخير من أقلام الرياح على أوراق الغيوم











مقطع أخير من

أقلام الرياح على أوراق الغيوم




( اسمحى لى ايتها الحبيبةا أن تكونى أول من قرأ هذه الكلمات التى كتبتها لتنضم الى رفيقاتها فى كتابى القادم ( هوامش على دفتر الوطن المهاجر ) ، وقبل ان تصحو مى ابنتى من نومها وتقرأها ، فهى قارئتى الأولى
وإلى رنا شلهوب فى يوم مولدها الذى هو يوم مولدى

******
حين جئت الى هذا العالم، بقيت مدة عام كامل بلا كلام. وحين بدأت الكلام، خبأت نهايات الجمل والعبارات، لما سوف يأتي بعد عشرات السنوات.

*** لا أريد أن أكون متفهماً كل الإساءات، من أجل أن لا أكون غافراً كل الخطايا والاعتداءات. إنه عبء جسيم يُتعبني!

ليس المهم ان تحيا بسلام مع هذا العالم، بل المهم ان لا تكون كل حياتك حرباً ضروساً ضد كل هذا العالم.

أحمل على اكتافي أسرار العالم، ولكنني لا أستطيع ان احمل كل الشروحات لهذه الاسرار، ولا استطيع ان أبوح بأي وشايات، تنشر الفساد في هذا الدمار

هل ينبغي ان أتقدم في العمر، من اجل ان اعرف جيدا ما قد عرفت؟ ولكنني لا اريد ان أغدو عجوزاً، فأنسى كل ما عرفت!

طوال عمري كنت أترقب الاخبار السارة وأنتظرها.
الآن، وبعد هذا الدمار الذي يلف دنيانا، أتمنى ان لا تصلني أي اخبار سارة على الاطلاق

الكلمات الخالدة لا تكتبها الا اقلام الرياح على اوراق الغيوم.. والالحان الخالدة لا يعزفها الا <<بيانو>> الامواج عند مصبات الانهار، واللوحات الخالدة لا ترسمها الا ريشة الصباح بألوان المساء... والمنحوتات الخالدة لا يصنعها الا إزميل الامطار على صخور الجبال
زمني المفضل هو المئوية الاولى بعد مجيء آدام وحواء.. وامرأتي المفضلة هي التي تبقى حية، بعد انقراض كل النساء.. واغنيتي المفضلة هي التي تحتضن صمت الليل بعيدا عن ضجيج النهار.

المعتقد الوحيد الجدير بإيمانك، هو ان تؤمن بذاتك. والامتلاء الوحيد الذي يُسعدك هو الذي تفيض به فرادتك. والكنز الوحيد الجدير بأن تسعى اليه، هو كنز معرفتك معنى الوجود

سيأتي زمن مهلك نتحسر فيه على قلة عدد الضحايا الذين ماتوا تحت القنابل الذرية على هيروشيما وناكازاكي! وسيأتي زمن مرعب مجرم يضحك فيه الاطفال من قصص فرانكشتاين ودراكولا مستهزئين! وسنرتدي الثياب البلاستيكية المضادة للاشعاعات في كل الفصول. وسنعتمر دائما الكمامات المضادة للتلوث وللجراثيم. وسيأتي زمن يصير فيه البطيخ فاكهة الشتاء، والحساء الساخن صحن الصيف المفضل، وستمتلئ سلة الخريف بقطاف اللوز المتساقط في الخريف. وستُدلي أجهزة <<الروبوت>> بأصواتها في صناديق الاقتراع

اما الربيع فسوف تصبح ازهاره محنطة في متاحف الفصول البائدة قبل ألف عام.لذا، عبثا أبحث عن الربيع في وجوه الفتية والفتيات، فلا أجد سوى دموع الدمار الآتي، منهمرة على وجوه <<الموديلات>>، الواقفات، فوق توابيت الدكاكين، في الواجهات.. وعبثا أبحث عن شباب الدنيا في وجوه المسنين والمسنات، فلا أجد سوى أشلاء الساعات وقد تناثرت من جماجم الأعمار بعدما حطمها فأس هذا الزمان

ليست هناك تعليقات: