ما أجمل الأنا لك يابغداد

ما أجمل الأنا لك يابغداد

الخميس، 14 يونيو 2007

يمنى .. بنت روحى ، وهى سيدتها




تجليات فيروزية
إلى يمنى ابراهيم جادالله



سفيرة النجوم الينا
بل هى سفيرتنا الى النجوم
هى سفينة تبحر فى يم الروح
وأعتاد الشغف بها
أسيانة ، طروبة، فرحة ، تأخذنى فى التلاحين علوا وانخفاضا، حزنا وفرحا مشعا0
وأعتادها دوما 0
نجمة الأداء
هى الأغانى المرددة المستعادة 0
هى الأغانى التى لا تمل 0
هى البحر والأبواب العتيقة والجبل والصنوبرورمل الطريق والحور العتيق0
وليس اعتياداأن تأنى لمنزلنا عبر التلفاز، وإبنى الصغير متذمر إلى حد بعيد
يأبى حرمانه مشاهدة أطفال الشمعدان * ، ولا أصغى لبكائه الصادق ودموعه الغزيرة فوق خدين رقيقين، وأمه التى تزوم فى غيظ مكتوم 0
ومن المعتاد أن أسمعها، وأتابع جديدها القديم، وقديمها المتجدد، وأستعيد متعة معرفتى بأغانيها0
ولكنى الآن مختلف ما اكتشفته
همى ليس منصبا على تذوق طلعتهاالبهية، وصوتها الذى لا يشبه صوت ، ولا يشبههه صوت ، أتذكر قول صديقى محمد شكرى ذات ليلة فى أصيلة ونحن نتوحد مع صوتها : لو كان هناك من يغنى فى الجنة ، فلن تكون غير هذه السيدة 0 بل شارك اهتمامى الآن إهتمام ثان ، منه تتشعب اهتمامات وتلتم شذرا0
أتابعها الآن بوجوده قائدا للفرقة الموسيقية، كان مأخوذا لصوتها ، مندهشا من أدائها ، كان منتشيا إنتشاءا لا حدود له كما لو أن مسا أصابه أو غيبوبة أخذته، إستغراق كامل يستيقظ منه ثم يعود، لا أعرف إن كان ذلك عودة لداخله أو خروجا لهذا الداخل 0
هذا المكتنز الجسم ، قصيره ،المنتفخ الأجفان ، ينظر بعين العين، وبعين القلب يتابعها ، يدير ظهره للفرقة التى يقودها ، ويحدق فيها وحدها ، ويبدو غير مكترث بغيرها من المغردين أو المغردات ،بل كان مستعجلا أن ينتهوا من أدائهم، لم يكونوا ليعنوه فى شىء، بل ربما كا ن يضيق بما يقدمونه ، ويريد أن تكون الليلة لها ، بل ربما يريد الدنيا لها وله 0
وأعتاد حسناوات الفرقة يؤدين رقصاتهن بتجانس محبب، ولكن حالته تقول أين له أن يرى غيرها ، أن يرى غير شاحبة الوجه ، ذات الصوت الذى لا يشبهه صوت، ولكنه كان يريد لهن سرعة فى الأداء، ذهابا مبكرا كى تعود هى ، وحين كانت تهل 0 كانت تهبط فوق ذراعيه، جسم تنوء فرحته بحماس يعلن عن نفسه ، عن حماس غير مألوف 0
ولهفى على لهفته 0 حبيبا ، عاشقا ، مفتونا 0 مثلما أراه الآن0
ولما غنته شهرزاد : ياليل الصب متى غده ؟ 0
تساءلت مع نفسى : أتراه شهريار؟
وأعتادها 00 تتعلق بخيالا تى المغردة جهامة ملامح زوجتى 0
تلك التى تزوم بشفتين مضمومتين من أجل طفلنا المصر على مشاهدة أغنية الشمعدان على القناة الأولى0
وتتداخل حالات الاعتياد
ومعها عودة لحالة القطيعة والرابطة بينها وبين الروميو المبحلق فى شاحبة الوجه، والمغردة 0 قطيعة صارت بينهما قبل رحيله 0 مؤقتة أو مستديمة ، ورابطة أشمل وأعمق وأقوى 00 ليست جمهورا محبا ، بل جمهورا معتادا ومتابعا
لاعتياده













فلأنظر ثانية لها 0
ولأنظر كى لا يتقاطع اعتيادى مع اعتياد آخر0
لكن الاعتياد الآخر المباغت دوما يجىء أيضا قاطعا كل الظلال والرؤى
زوجتى تمسح دموع طفلنا بمنديل ورقى ، وكانت تقتحم الردهة الطويلة مقبلة من ناحية المطبخ ، وتدير مؤشر التلفاز، حيث توم وجيرى ، أو أغنية الصايون غزير الرغوة، أو أطفال صغاريغنون لبسكويت الشمعدان ، لا أدرى 0
وظللت أنا أمارس اعتيادى المزدوج 0 مغمض العينين0كى لا ينفجر بالرأس شىء0
.***************************************************
*اطفال الشمعدان0 هم اطفال يظهرون باعلان تليفزيونى يغنون لبسكويت يسمى الشمعدان
----------------------------------------------------------------------------

ليست هناك تعليقات: