ما أجمل الأنا لك يابغداد

ما أجمل الأنا لك يابغداد

الاثنين، 18 يونيو 2007

حوار فى الإبداع الساخن



ابراهيم جادالله وكلشان البياتى يكتبان رواية عربيةعن

. فكرة مقاومة الاحتلال فى العراق قوميتها ولا طائفيتها


حاوره / هشام لطفى


تتداول الصفحات الثقافية العربية هذه الايام خبر الرواية المشتركة بين الروائى والناقد المصرى ابراهيم جادالله والكاتبة والصحفية العراقية كلشان البياتى والمقيمة ببغداد برغم ظروف الاحتلال الامريكى وهيمنة سياسات القتل والذبح الطائفى الذى يؤرق كافة المبدعين والمثقفين العراقين ممن لم يغادروا عراقهم إما لضيق ذات اليد أو خوفا من اعتقالهم أو رغبة فى البقاء دفاعا .قا نعين بأن الموت واحد والرب واحدوالرواية المسماة ( إيميلات تال الليل ) هى تجربة مشابهة لتجربة الكاتبين جبرا ابراهيم جبرا وعبد الرحمن منيف فى كتابة رواية مشتركة ، لكنها الأولى فى حدود علمنا بين كاتب وكاتبة فى الأدب العربى ، وبخاصة أنهما بعيدان من حيث الإقامة عن بعضهما
يقول ابراهيم جادالله حين حاولت التعرف على خطته هو وزميلته العراقية كلشان فى كتابة الرواية ماذا عن روايتكما؟ ولماذ ا إيميلات وليست رسائل ، وما معنى تالى؟
إيميلات تالى الليل ) تقوم على فكرة قومية المقاومة ولا طائفيتها للاحتلال الأمريكى على أرض العراق بعيدا عن تلك الروح السوداء المهيمنة على الواقع هناك، وتقنيا ، أتبادل فيها معكلشان كتابة فصل من فصول الرواية بحيث تتوالد أحداثهافصلا بعد الآخر من اشتراكا لرؤيتين ولأدوات الفنية وهى كتابة الرسالة حول محور الرواية ، وننوى طباعة الرواية ببغداد والقاهرة فى وقت واحد لو تيسر الأمر لذاك وبطبعتين مختلفتين .أما عن إيميلات فهى الأداة الفنية التى يقوم عليها العمل وبها ـ أى أن الرواية ستأخذ شكل رسائل فى صيغة الإيميلات عن طريق شبكة الأنترنت بينى وبين كلشان بالفعل ، ولنشيد بهذا الأسلوب وتلك التقنية معمار الرواية كاملا أما تالى تالى فهى مفردة عراقية بمعنى آخر الليل أى أن الرسائل التى كانت تتم بين الأطراف المقاومة أو طرفى العمل الروائى المقاوم . بين بغداد حيث مازالت تقيم تلك العراقية المقاومة ، وحيث القاهرة حيث يتواجدالعربى الذى استطاع أن يفرمن بغداد قبل أن تلقى قوات الاحتلال القبض عليه، وقد كان مطلوبا لهم لمشاركته فى أعمال قتالية ضدهم ، ومن هنا تتحقق فكرة قومية المقاومة على أرض العراق المحتل
وماذا عن زميلتك العراقية؟
الروائية والصحفية العراقية كلشان البياتى خرجت منذ فترة من تجربة اعتقال قوات الاحتلال الأمريكى لها داخل العراق . وكانت قد تداولت كافة منظمات حقوق الانسان قصة اعتقالها والمناشدة باطلاق سراحها والتضامن معها وادانة حكومة الميلشيات والقتل والسرقة في العراق ومنها رسالة أرسلتها باسمى شخصيا إلى لجنة المعتقلات في المنظمة العراقية للمتابعة والرصد (معمر) فى شهر سبتمبر2006 أستنكر كعادة كل العرب تعرض الاخت المناضلة كلشان البياتي الى تعذيب من قبل اجهزة الداخلية العراقية وتوجيه السباب والشتائم والترويع وحتى الضرب. لها لموقفها البطولى من دعم للمقاومة ضد الاحتلال الامريكى لبلدها وسرقة خيراته ، وكنت قد ازددت إعجابا بما تناقلته أجهزة الإعلام من ان البياتي كانت في غاية الصلابة والاعتداد بنفسها وهو ما زاد من رعب سجانيها. . وعندما تم الافراج عنها من قبل قوات الأحتلال ونتيجة للضغوط الدولية ، بادرت هى بارسال رسائل عبر شبكة الانترنت لكل من ساندها ،وكان أن وصاتنى رسالتها التى تشبه مخطط سرد تجربة الاعتقال ومن هنا ظهرت فكرة الرواية فى أحاديث مباشرة بيننا بعد ذلك ،وهى بناء عمل روائى يقوم على الرسائل وهو نوع أدبى معروف فى الأدب العربى ولكن ماذا عن الرواية نفسها؟ تعتمد الرواية بينى وبينها على تجربتين مختلفتين ولكنهما تتقاطعان فى توجهاتهما.الأولى تجربة كلشان البياتى عندما تعرضت لفقدان عملها والاعتقال على ايدى قوات الاحتلال الأمريكية دون سبب ودون تهمة، وظلت فى المعتقل داخل العراق ثلاثة أشهر خرجت بعدها مؤمنة بضرورة المقاومة ضد الاحتلال بما تملك من أدوات .أما التجربة الثانية فهى تجربة التى يجسدها الكاتب والمثقف العربى المتعدد الاهتمامات الثقافية والابداعية والمنفعل بجراح العراق البلد العربى والرئة الثقافيةالتى طالما أنعشت المثقفين والمبدعين العرب بابداعات سامقة فى جميع المجالات، والذى كان قد شارك هو فى تجليات مشهدها المسرحى والأدبى كثيرا، إلا أن الانفعال بجراح العراق رافقه وعى بالعجزعن الإسهام بما يمكن أن يشفى هذه الجراح إلا كلمة كاتب مثله حريص على ثوابت أمته التجربتان تلتقيان فى الآيمان القوى بالعروبة كعقيدة و ةالقومية العربية كحصن وبالمقاومة أداة من أشرف أدوات الشعوب المقموعة من قوى الهيمنةمن ناحية ومن قبل حكامها الضعفاء أو العملاء أو الخونة من ناحية أخرى ، وفى الرواية فرز جيد لحالة العراق قبل الاحتلال وبعده كما يتجلى فيها مشهد عاصمتين عربييتين مركزيتين هما القاهرةوبغدادوالتى قامت بينهما علاقات جدلية من السقوط والنهوض ، حين كانت تسقط عاصمة كانت تنهض الآخرى لتملأ الفراغ العربى والعكس صحيح ،ولكن المؤلم فى الواقع وفى النص الروائى الذى نكتبه هو موت العاصمتين حاضراوسقوطهما ، والأمر لا يحتاج لدليل
وهل من أشياء تشغلك غير هذا العمل هذه الأيام؟
أتصور عملا كهذا يحتاج لاحتشاد كاتمل وإرادة فى التركيز ومحاولة استيعاب معطيات الواقع العربى المؤلم ، لأنا نأمل أن تكون رواية عن واقع العرب إنظلاقا من رؤيتناالعروبية المشتركة أنا وهى، ولأنا نسعى أن تكون رواية يتشكل فيها النكوص والنهوض المقاومة والاحباط التقدم والتراجع ومناخ الديمقراطية المصاب بداء الصدر العربى الذى صنع كل مآسينا وقيح كل جراحنافلا يشغلنى معظم الوقت غير الجلوس لإنجازها معا ، وهذا لم يمنع أنى أصدرت منذ أيام مجموعتى القصصية الخامسة ( مواقيت لغير البهجة ) من منشورات هييئة قصور الثقافة ، وأعد اللمسات الأخيرة لإصدار كتابى (الأبحار من ذاكرة الكتابة ) وهو استكمال مشروع نقدى أعمل على تأصيله منذ سنوات ، وأنشر بعض تجلياته كل حين بصفحة ساعات بين الكتب بصحيفة القاهرة

ليست هناك تعليقات: