شعبان بن بدرية . صار قاسما مشتركا فى كل اهتماماتك . الخاصة منها والعامة ، مايقع فى علب الحكايات التى يتلهى بها بشر يعرفونك ويقرأون ما تكتب ، أو ما يكون مؤشرا على شكل الوقائع والأحداث التى تقع جارية وراء ظهرك ، كنت غافلا عنها أو مغلق معرفتها عليك ، فبقدر ما تحاول التوحد مع الأشياء والبشر فى قريتك ، وبقدر ما تخفى هى هموما كثيرة ، ووجوها أكثر ، وملامح تحاول النقر عليها فى أكوام الهمهمات والتهامسات والأحاديث العابرة . المتقطعة والمسترسلة ، بالليل أو بالنهار ، فى حجرات النوم أو الأفران عند الخبيز ، فوق أسطح البيوت أو أمامها على العتبات ، وفى سكك مسارح البهائم صباحا أو بعودتها عند الغروب ، فوق مدقات رفيعة وسط الغيطان أو فوق أكوام السباخ وتلال قش الأرز .أو بجوار ماشية مربوطة بمزاودها ، تدفن رؤوسها فى أكوام البرسيم أو أعواد الذرة الخضراء وأوراقه ، تحت الأشجار الظليلة أو المثمرة توتا ، أو على سواحل الترع المعشبة التى لا تكفى زراعتها بيوت البلد فجلا وجرجيرا وسريسا ، فى عربات الميكروباص وسط طلاب وعمال مصانع السماد والخشب الحبيبى وموظفين وبياعين وعاطلين ومتسوقين وبائعات اللبن أو الحمام أو بيض الفراخ ووسطاء بيع المحاصيل فى المنصورة . كرنب أوعنب أو فول أخضر أو بازلاء وكيزان الذرة الخضراء ، محامين و متقاضين ومطلقات وساعيات إلى معاش الضمان الاجتماعى ( السادات ) ، مرضى يذهبون للمستشفى العام ويعودون مخذولين بعلاتهم أو بأطفالهم لم تذهب عنهم حمى أو تعود إلى جلودهم حياة امتصها الجفاف لم يعد الطريق الذى يربط بلدك بالمنصورة قائما على الأسفلت فقط . بل صار فى كل مناحى الحياة ومشاغلها ، قائما فى المخيلة وفى الواقعوبقدر ما بدأت منذ سنوات قليلة هجرة معكوسة من المنصورة إلى بلدك ، حتى قدرت عدد الأسر الوافدة للسكن بها إلى أكثر من مائة وخمسين ، بقدر ما يضاعف هذا العدد أسر تطمح وترنو إلى الأبراج السكنية والشاطىء النيلى ولمعات السيارات والمحلات المضيئة ليلا والعصارات والمدارس وازدحام السوق بكل ما يلزم ملء المعدة أو الترفيه عنها بحلوى الفاكهة والشراب .أ ن تترك البلد وتسكنها ، وحيث تستطيع السفر منها إلى كل المدن التىترغبهاأية لحظة من الأربع وعشرين .وإن كان هذا الأمر ينطبق فى بعض جوانبه عليك ، إلا أن أشياء فى داخلك تجعلك مشدودا ، لا ترغب فى مبارحة حجرتك بالدور الثانى من دارك المطلة على طريق الأسفلت الصغير والبشر والعربات والدواب ، ترى بدء النهار و ضوء ه ، و نور الشمس ، واختفاءه الذى يلاحقه نور أعمدة الكهرباء ، والفراشات الوافدة من الغيطان الممدودة نحوها ، وشعبان بن بدرية الذى يسمعك صوته صباح مساء بخطوه الزاحف ، وبحكات حذائه فى الأسفلت التى تميزها حين يمشى ، لكثرة ترقبك لها صرت تميزها كما تميز غيرها ، فالترقب أوجد حالة استيعاب عامة لوقع الأقدام وصوت الأنفاس وتهامس الصبية ومجونهم ، وأحاديث الخفراء الكسالى وفى يد كل منهم عصاة يضرب ببوزها الأرض فى خطوهم البليد وكأنها أدوات بحث عن ألغام أرضيةوليس غريبا . أو غير مألوف هذا الذى بينك وبين شعبان ، هناك مواقف وعوالم لا تستطيع بمفردك الإطلاع عليها ، فمهما كانت إمكانياتك ستبوء بعجز فى بعض الأحيان ، لأن حاجزا ما أ قامه مغرضون أو متضررون مما تكتب بينك وبين ناس بلدك ، ولم يكن يدر بخلدك هذا الأمر أبدا ، أ و لم يكن لديك رغبة أ ن يصل ما بينك وبينهم إ لى هذا ا لقدر من الحذر والريبة منك ، وأنت لا تصطنع ألفة ، ولا تزعم أ و تدعى تواضعا زائفا ، بل هى ملامح كونك الداخلى من تشكُّل نظرتك للدنيا والناس : ((أن أغنى أغنيائها عندك كالغارق فى عوزه حتى أذنيه ، ينام الكل ليلا على مرقد لا يزيد عن حجم جسده ، وسيكون هذا شأنه بآخرته ، والكل فى دنياه يأكل حين يجوع ، ويخرج فضلاته متى ألحت عليه ، يحب ويكره ، ويتناسل ويعرق ويبول ، وطال أم قصر عمر كلٍٍ . فالنهاية محتومة للجميع ، والحصيلة قطنة فى فتحة إليته وشبرين من باطن الأرض وتراب سبخ سيغطيه ، فلماذا التباهى والتباعد أو حتى الاغترار، ولماذا التواضع الزائف أيضا وهو أقسى . بل أخطر من الغرور)) .وشعبان بن بدرية يرتاد الأماكن التى لا تُستقبل بها أنت بسبب من كتاباتك وقصصك عنهم ، هم مادة وعيك الصحيح ، وضفة من ضفاف تجاربك فى الدنيا ، وشعبان يمدك بحكاياته وحكايات عن هؤلاء الذين يسوقون بهائمهم صباحا ، وينثرون السباخ فى غيطانهم المهيأة لزرعة جديدة ، والمصلون فى الجوامع التى لا يدخلها هو ، والمتنطعون أمام الدكاكين وساحة مركز الشباب ، وعند الحلاقين ومصلِّحى السواقى ومرتِّقى الأحذية القديمة وبائعى المبيدات الزراعية التى تضر أكثر مما تنفع ، وهو قائم أبدا بينهم ، ومن يحصدون الأرز والقمح ويدرسونهما ، ويجنون لوزات القطن البيضاء ويطهرون الترع والقنوات ويصطادون من مجارى مياه ركدت أسماكا نيلية طيبة الطعم ، توفر طبخة ليلية فى بيوتهم ، ويبيعون ما تبقى عن الحاجة ليشتروا سجائرهم أو فاكهة لعيالهم ، هؤلاء صاروا أيضا يحذرونه ويحذرونك ، ويرتابون من محاولاتك التقرب عن طريقه إليهم ، يلعنون فى غيبتك سلالتك منذ أول جد سمعوا به ويذيل إسمك .حتى من أنجباك ، وحين تمر بهم مسرعا كعادتك . أو متباطئا ، يصمت همسهم ، ويرفعون الأكف لك بتحايا حارة يمايزونك بها عن بقية خلق الله ، لأنك إبن كبيرهم كما يقرون ، وميسر عسر مشاكلهم ، والقدوة بينهم عمرا طويلا ، من أيام الاتحاد الاشتراكى، وقد كان أمين وحدته الأساسية فى البلد . حتى الحزب الوطنى الذى لم يتصور حاله منتميا له يوما . لكنه بقى على حاله كبيرا فى عيونهم ، كان ، وفى اللحظات المؤرقة يأتى قوله فصلا بين المتخاصمين ، وفى غيبتك هو ملعون ، لأنه لم يستطع تقويمك وإحسان تربيتك ، وأن ( الإبن الخرة ) يجلب لأهله ألف لعنة ، فلم يمنعك من التعرض لهم ولمباذلهم فى كتاباتك ، ويقال أنه كان فخورا بك منذ أول مرة رأى إسمك مرسوما قبل إسمه أسفل قصة نشرت لك ، وكانوا يقولون له دوما : إ ن ابنك لم يقدر على الحمار فاحتك بالبرذعة ، فقد سكت وانزوى فى داره بعدما جرب سجون من تحدث عن ضياعهم للوطن بعد ما نهبوا ثرواته ، وقد أهانوه وحرقوا مستقبله .وهاهى قصة أخرى لك .أخبرك كثير من أصدقاء بها منشورة بصحيفة أسبوعية شهيرة تهتم بالإبداع والأدب . لم تكن لك . بل كانت عنك ، ومعنونة بإسمك ، وكان كاتبها . صديقك ، وهو محترف الكتابة مثلك ، وأنجز كثيرا من قصص حازت جوائز وتقديرات نقدية . قد حاورك مرات عدة ، وتطورت حواراتكما إلى صداقة شملت أسرتيكما ، ولأنه واجد فيك ما يشبه ظروفه من مرض الإبن الوحيد مثلك مرضا لا يرجى له من شفاء ، ووجدك تغالب الدنيا كلها . بما فيها أساك على إبنك بالدعابة والسخرية المرة فى بعض الأحيان ، بصوت عال من كل معوقات الحياة والفرح بها ، فسّرها هو قوة داخلية فيك ، تمثَّلها ، وتقوَّى بها ، وأثمرت محاولاته . حتى صار وهو المتجهم القانط دوما يمازحك عبر الهاتف ، وابتكر طرقا لإطلاق النكات والدعابات ،واكتشف قدرة لديه فى التندر وإجلاء الروح بالممازحة وكسر الأحزان ، كتب قصة عنك وعن آخر رواياتك أسماها طرف ثالت وهو أستاذ جامعى شهير : ( قصة القاص والقصة ) ، وأتى صديقك بإسم شعبان بن بدرية صراحة ، وقال إنك حاذرت التصريح بإسمه فى رواياتك حين استبدلته بشوقى إبن بدير تحسبا لهمجيته ، وأنك صرت تحسب ألف حساب لكل كلمة تكتبها ،وتحاذر دوما . بعد أن عركتك تجارب الكتابة والدنيا وأخذت منك ما أخذت ، ولم تبق لك تجارب الإعتقال بسبب من انتماءاتك السياسيةو والفكرية ، والملاحقات والمطاردات التى طالت. خوفا يسكن أعماقك ويدمغ تصرفاتك ، وأن حماسك القديم قد هرب منك ،ـ وأن دأبك وعفويتك وانطلاقاتك الغير هيَّابة لم يعد لها من مكان ، صرت تخشى المبيت خارج دارك ليلة واحدة بدون عذر لائق لا يسب قلقا أو توجسا ، ستكون إجابة زوجتك عسيرة إ ن سألتها واحدة من بناتك الثلاث عنك ، أو وحيدك لو واتته لحظة يقظة من غيبوبة مرضه المزمن ، وقد يختلج صوته بنشيج لو مرَّت ليالى مثل التى كنت تقضيها فى أقبية الزنازين . أو مطاردا لا يعرف لك أحد أرضا .وكان مغرضون يحدثون لك ضجيجا تحت نافذتك ، بل يقذفونها بحجارة عساك تخرج إليهم فينالك حجر يشق رأسك ، ولما حاولوا تحريض شعبان إبن بدرية ضدك بأنك أوردته فى روايتك شريرا وقاطع طريق ولصا فى أسواق البهائم ومرتزق انتخابات ، وأنه شقَّ رأ س صبى أيام الانتخابات الأخيرة التى أوردتها بروايتك الأخيرة ، قال ساخرا منهم : أنك رجل محترم ، وأنك أجدر من يستحق عضوية البرلمان، وأفضل من زكائب الفلوس التى حصلت على العضوية ، وهو كلما يمر عليك . يحييك رافعا يده إلى أعلى رأسه : أهلا سيادة النائب ، لكن عيبك الوحيد برأيه أنك لم تذكر الحقائق كما هى وكاملة ، وكانوا قد أسمعوه ماكتبت عنه ، فهو لم يشق رأس الصبى . بل أهان مؤخرته ، وأن تربيتك الحسنة حالت بين قولك الحقيقة تلك ، أرجع هو الرقابة الداخلية التى مارستها على نفسك إلى أخلاقك الطيبة ، وهو غاضب منك لهذا السبب فقط ، كان يودك لو تذكرها وأن لا تخش شيئا ، أحببت شعبان أكثر ، لأنه لم يجمِّل نفسه ، أو ارتدى ثوبا يغطى حقيقته ، لم يدَّع صلاحا ، وتعلمت منه كيف يمكنك قول الحقيقة إذا كان القناع الذى ترتديه يتطابق تماما مع وجهك ، فلا أقل من كونها صريحة ومباغتة دائما ، مهما تكن عواقب كلمتك .وأية مفارقة تلك التى يطلقها شعبان ابن بدرية لما غضب منك ، لأنك تدخلت فى سرد حياته وسلوكه ؟ هو لا يعرف ألاعيبكم الفنية أيها الكتاب ، ولا يدرك ضروراتكم التى تزعمون ، هو بسيط رغم شراسته ، وبسيط لحد أن رزق يومه بيومه ينفقه ، فصباحا يوصل أجولة الفول الأخضر أو البازلاء التى اشتراها من الغيطان بميزان قبانى إلى السوق ، ويبيعها مفرقة بالكيلو ، عند الظهيرة يكون قد حسب حساب ربحه وضمن علبة السجائر (البلمونت) وكيس الخبز البلدى من الفرن أول السوق وما تيسر له من طماطم أو بطاطس أو فاكهة ، وآخر الأسبوع اللحم الأحمر أو الدجاجة المذبوحة ، يسكت بها عويل أمه المستمر وشكواها من زوجته التى لم تكمل عاما واحدا من الزواج به ، وشجارها الذى يلتم له النسوة كل صباح ، يمصمصن ويثرثرن ويشتمن ويعنِّفنها كثيرا ، وشعبان غير آبه دائما بما يحدثلا اعتراض عنده . بل هو يفرح أن تكتب عنه وعن ساكنى الحارات الضيقة المتلاصقة الدور والأسطح التى تسهل محاولات السطو على مخازن الغلال الطينية أو عشش الفراخ والبط ، أو القفز بينها لعلل أخرى . هو مغتبط منك لذلك ، ويباهى أقرانه بصداقته لك ويستحثك كثيرا ، فارضا عليك سؤالا . منذ زمن وأنت تجتهد فى الإجابة عليه ، وخاصة بهذا الوقت الذى يتصارع فيه أشقاؤك حول ميراثكم من أبيكم . هل يجب أن تحب الآخرين كما هم . أم كما يجب أن يكونوا ؟ وأنت تحبه ، وفقط ، ولأنه ، فيما خفى . يشعرك أن الكتابة وهى طينة حياتك ، منها مادة بقائك ، وإن كانت قاسية نوعا ما .فما عساك تقول إذن حين تتهيأ للكتابة عن آخر لحظات شعبان بن بدرية معك ؟ بل مع الدنيا كلها ؟ . هل تقبل أن تمشى فى سكة كلام تلوكه ألسنة الناس منذ صباح هذا اليوم ؟ . حين ركب شعبان بصندوق العربة ( التويوتا ) النصف نقل ، واقفا وسط ذاهبين للتسوُّق فجر ا ؟ . يوم الثلاثاء هو يوم راحته الأسبوعية من سوق الخضار ، وهو يوم سوق البهائم ، ولا حيلة له فيه ، لكن به يقتل ضجر الأسبوع فى المزاح والتسرية مع أقرانه ، يلبس طرطورا . أو يشترى طبلة . أو يقلد عسكرى المرور عند البوابة الرئيسية للسوق . أو يزاحم السماسرة والمحتالين والشحاذين والمتسوقين ، أو يغازل امرأة فى عمر أمه أو زوجته ، ولا يخل الأمر فى كل أسبوع من لطمة أو مناوشة صغيرة مع آخرين بسبب امرأة أو صبية . أو ثقل مزاح مع متسوق .هذا اليوم كانت قبضة قوية تلتف حول رقبته فجأة وهو منكفىء على صندوق بائع السمك وقد انتفض يركض خلف شقي كان يشاتمه ، وقبضة أخري أكثر عنفا فوق معصم يده التي تلم الفلوس من الصندوق ، وكأن زلزالا وقع بالسوق . كانت الناس بمختلف هيئاتهم يزحفون راكضين نحو البقعة التى ضبط فيها شعبان متلبسا بسرقته ، وكانت أيادى كثيرة فارغة . أو بها شىء ما . تنهال على رأس وجسد شعبان ، ويقال أن الثلاثة عساكر المسنين المكلفين بأمن السوق الواسع مع ضابط يجلس فى كابينة (البوكس ) يطالع صحف النهار لما حضروا لاستطلاع ا لأمر ، وكان المفترض القبض على هذا اللص لاتخاذ الإجراءات المعتادة معه ، لكن عربة الإسعاف هى التى استدعيت على عجل ، بينما لم يبارح الموقف أحد ، وحمل شعبان والدم يسيل من كل مكان فى جسده ، والبقع الحمراء والداكنة الزرقة تملأ وجهه ، ويقال أنه فارق الحياة قبيل وصول عربة الإسعاف إلى المستشفى القريب .هل تقنع بتلك الرواية للأحداث . أم أن لديك رواية أخرى للحظات الأخيرة فى حياة شعبان إبن بدرية ، وأنك تأخذ بها ؟ قد تكون من نسج خيالك الفنى ، أو من ذلك التوافق بين محبته لك ، وبين إصرارك على مخالفة كل ما يقال عن شذوذه الإنسانى وانحرافاته ، وأنك الوحيد الذى ينصفه . لأنه يحبك ، ويجاهر بحبه ، وأنه يحمل فى داخله قدرا عاليا من الرجولة وطيبة القلب فى آن، لا يتسنى امتلاكها لمن يملأون الدنيا ضجيجا بأفعالهم وفضائلهم الوهمية على البشر ، وأن هذا الحدث لم يزد عن إجارة شعبان لصبية كانت تضع ( مشنة ) الليمون الأخضر أمامها بالسوق وتنادى عليها ،وأن عجوزا متصابيا يلاحقها ويتحرَّش بها منذ عدة أسابيع ، وأن شعبان كان يتابعه ويحنق عليه لما بدا منه مقصدا تجاهها ،حين رآه يزحف ببوز حذائه تحت فخذها المطوية على فرشتها ، وكانت كلما تنهره يزداد إصرارا على تحرشه ، أو استطلاع مدى تمنعها ، ولما استجارت بشعبان.0 لم يتوان لحظة عن لطم العجوز على قفاه فطرحه أرضا منكبا فوق وجهه .ولما احتج شبان . حال مرورهم به على تصرفه مع العجوز 0كان هو قد وصل غضبه إلى حد لم يستطع السيطرة عليه أو توجيهه فى مساره الأهدأ . بإظهار نذالة العجوز .لكن التلاحم ساعتها بينهم وبينه كان قد اكتمل ، ولما لمعت مطواة ( القرن غزال ) سحبها من ثنية حزام بنطاله ، لمعت مدى كثيرة فى أياديهم ، وصار الدم فى تلك الساعة هو المهيمن على المشهد والموقف بأكمله ، وأن صاحبك شعبان إبن بدرية لحقته طعنة نافذة من إحداها فى الصدر ، لفظ على إثرها أنفاسه الأخيرة فى عربة الإسعاف وهى تأخذ طريقها إلى المستشفى القريبة .هل ستكتب ذلك ؟أم ستظل أسير فاجعتك فيه ؟
الأربعاء، 13 يونيو 2007
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق